نشأته ووفاته
اختلف المؤرخون في عام ولادته ووفاته ، فمن قائل (١) بأنه ولد سنة ١١١١ هـ وتوفي عام ١٢٠٧ هـ فيكون عمره ستاً وتسعين; إلى آخر (٢) بانه ولد عام ١١١٥ هـ وتوفي ١٢٠٧ هـ فيكون قد ناهز إحدى وتسعين ، نشأ وترعرع في بلده « العيينة » في نجد ، وتلقى دروسه بها على رجال الدين من الحنابلة ، ثم غادر موطنه ونزل المدينة المنورة ليكمل دروسه ، يقول أحمد أمين المصري : « سافر الشيخ إلى المدينة ليتم تعلمه ، ثم طاف في كثير من بلاد العالم الإسلامي ، فأقام نحو أربع سنين في البصرة ، وخمس سنين في بغدادن وسنة في كردستان ، وسنتين في همدان ، ثم رحل إلى إصفهان ، ودرس هناك فلسفة الإشراق والتصوّف ، ثم رحل إلى « قم » ثم عاد إلى بلده ، واعتكف عن الناس نحو ثمانية أشهر ، ثم خرج عليهم بدعوته الجديدة » (٣).
وقد ذكر كثير من المؤرخين تجواله وترحاله في هذه البلاد ، منهم عبد الرزاق الدنبيلي في كتابه « مآثر سلطانية » (٤) ، والشيخ أبو طالب الإصفهاني الّذي كان معاصراً للشيخ محمد بن عبدالوهاب ، فقد ذكر سفر الشيخ إلى إصبهان وإلى أكثر بلاد العراق وإيران ، حتّى إلى « غزنين » الّذي هو بلد في أفغانستان (٥).
استشفاف بوادر الضلال من كلماته
إنّ الإنسان مهما كان ذكياً مواظباً على ستر عقيدته لا يتمكن من إخفائها في الفترة الّتي يكون فيها الوعي غائباً والذهن خاملا ، وعند ذلك يبدو على صفحات وجهه وفلتات لسانه ما يكتمه ويخفيه في الأوعية ، قال أميرالمؤمنين
__________________
١ ـ زيني دحلان : الدرر السنية : ص ٤٢ طبع الآستانة وغيره.
٢ ـ أحمد أمين : زعماء الإصلاح في العصر الحديث ، ص ١٠ بيروت ، وقد أرّخ الآلوسي ولادته بـ ١١١١ هـ لكنه أرّخ وفاته بـ ١٢٠٦ هـ.
٣ ـ نفس المصدر السابق : ص ١٠.
٤ ـ مآثر سلطانية : ص ٨٢ و ...
٥ ـ ميرزا أبو طالب سفرنامه : ص ٤٠٩ و ...