وقال الذهبي : روح بن صلاح المصري ، يقال له ابن سيابة ، ضعّفه إبن عدي ، يكنّى أبا الحارث ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الحاكم : ثقة مأمون (١).
ولكن الكاتب الوهابي المعاصر يقول في سند الحديث : إنّ هذا الحديث غير صحيح لأنّ في سنده رجلا هو روح بن صلاح وقد ضعّفه الجمهور ، وقد روى أحاديث منكرة ، كما صرح بذلك ابن يونس وابن عدي (٢).
وأنت خبير بأنّه إنما ضعّفه ( ابن عدي ) وأين هذا من قوله : وقد ضعّفه الجمهور ، أليس ابن حبان من أعلام الحديث ورجاله؟ أو ليس الحاكم هو الحافظ الكبير الّذي استدرك على صحيحي الشيخين بما تركاه؟
إنّ الإنسان إذا اتّخذ موقفاً مسبقاً في الموضوع ، يحاول أن يضعف الصحيح والقوي ، ويقوي ويصحح الضعيف ، وعلى كل تقدير فليس لنا ترك هذا الحديث وعدم العمل به بمجرد تضعيف ابن عدي لتوثيق غيره.
وأظن ـ وظن الألمعي صواب ـ أنّ الدافع إلى تضعيف نظراء روح بن صلاح هو ولاؤه ومودته لأهل بيت النبوة ، حيث نقل هذه الدرة الباهرة في حق أُم سيد الأوصياء.
هذا كله حول السند ، وأمّا الدلالة فلا أظن أنّ من يملك شيئاً من الإنصاف يشك في دلالة الحديث على توسل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بحقه وحق أنبيائه.
ج ـ توسل آدم بحق النبي
روى البيهقي عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : لمّا اقترف آدم الخطيئة قال : ربي أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال اللّه عزّوجلّ : يا آدم. كيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال : لأنك يا
__________________
١ ـ ميزان الاعتدال ، ج ٢ ، ص ٨٥ ، رقم ٢٨٠١.
٢ ـ التوصل إلى حقيقة التوسل ، ص ٢٢٧.