العباس حيث قال : « أللّهمّ إنّا نتوسل .. » فإنّ الاستسقاء وظيفة الإمام ، وكان الإمام هو الخليفة نفسه لا العباس وقد عقد البخاري باباً وقال : ( باب إذا استشفعوا إلى الإمام يستسقي لهم لم يردهم ) (١).
ويؤيد أنّ المستسقي هو الامام ومن كان معه في المصلى ، ما رواه المؤرخ الكبير ابن الأثير فقال : استسقى عمر بن الخطاب بالعباس ، عام الرمادة ، لما اشتد القحط ، فسقاهم اللّه تعالى به وأخصبت الأرض ، فقال عمر : هذا واللّه الوسيلة إلى اللّه والمكان منه. وقال حسان :
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا |
|
فسقى الغمام بغرة العباس |
عم النبي وصنو والده الذي |
|
ورث النبي بذاك دون الناس |
أحيى الإله به البلاد فأصبحت |
|
مخضرة الأجناب بعد الياس |
ولما سقي الناس طفقوا يتمسحون بالعباس ويقولون : هنيئاً لك ساقي الحرمين (٢).
يقول القسطلاني : إنّ عمر لما استسقى بالعباس قال : أيها الناسن إنّ رسول اللّه يرى للعباس ما يرى الولد للوالد ، فاقتدو به في عمه ، واتخذوه وسيلة إلى اللّه تعالى.
ثم إنّ الاستسقاء وإن كان يتم بصرف الدعاء ، ولكن أفضله هو الاستسقاء بركعتين من الصلاة. وروى البخاري أنّ النبي استسقى فصلى ركعتين ، وقلب رداءه.
وروى أيضاً أنّ النبي خرج إلى المصلّى يصلّي ، وأنّه لمّا دعا أو أراد أن يدعو استقبل القبلة وحوّل رداءه (٣).
ولو كان الاستسقاء بإقامة الصلاة ، فكانت الإمامة للخليفة ، والإئتمام للباقين.
__________________
١ ـ صحيح البخاري ج ٢ ص ٢٠.
٢ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ٣ ص ١١١ طبع مصر.
٣ ـ صحيح البخاري ج ٢ ص ٣١ ، أبواب الإستسقاء.