الموضع من البقيع رخامة مكتوبه عليها : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، الحمدللّه مبيد الأُمم ومحي الرمم ، هذا قبر فاطمة بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم سيدة نساء العالمين ، وقبر الحسن بن علىّ بن أبي طالب ، وعلىّ بن الحسين بن أبي طالب ، ومحمد بن علىّ وجعفر بن محمد » (١).
وذكر السبط ابن الجوزي المتوفى عام ٦٥٤ هـ في تذكرة الخواص ص ٣١١ نظير ذلك ، وهذا هو محمد بن أبي بكر التلمساني يصف المدينة الطيبة وبقيع الغرقد في القرن الرابع بقوله : « وقبر الحسن بن علىّ عن يمينك إذا خرجت من الدرب ترتفع إليه قليلا ، عليه مكتوب : هذا قبر الحسن بن علىّ ، دفن إلى جنب أُمه فاطمة رضي اللّه عنها وعنه (٢).
ويقول الحافظ محمد بن محمود بن النجار المتوفى عام ٦٤٣ هـ في أخبار مدينة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : .. في قبة كبيرة عالية قديمة البناء في أول البقيع ، وعليها بابان يفتح أحدهما في كل يوم للزيارة ، رضي اللّه عنهم (٣).
يقول ابن جبير ذلك السائح الطائر الصيت المتوفى عام ٦١٤ هـ في رحلته في وصف بقيع الغرقد : مقابل قبر مالك ، قبر السلامة الطاهرة إبراهيم ابن النبي عليه قبة بيضاء وعلى اليمين منها تربة ابن عمر بن الخطاب رضياللهعنه ... وبإزائه قبر عقيل ابن أبي طالب رضياللهعنه. وعبداللّه بن جعفر الطيار رضياللهعنه ، وبإزائهم روضة فيها أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبإزائها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولاد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويليها روضة العباس بن عبدالمطلب والحسن بن علي رضياللهعنه ، وهي قبة مرتفعة في الهواء على مقربة من باب البقيع المذكور ، وعن يمين الخارج من ، رأس الحسن إلى رجلي العباس ( رضي اللّه عنهما ) ، وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح ملصقة أبدع ، إلصاق ، مرصعة بصفائح الصفر ، ومكوكبة بمسامير على أبدع صفة وأجمل منظر ، وعلى هذا
____________
١ ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر ، ج ٢ ص ٢٨٨.
٢ ـ مجلة العرب رقم ٥ ـ ٦ المؤرخ ١٣٩٣.
٣ ـ أخبار مدينة الرسول اهتم بنشره صالح محمد جمال ـ طبع مكة المكرمة ١٣٦٦.