ثابت ، عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علىّ بن أبي طالب : ألا ابعثك على ما بعثني عليه رسول اللّه ، أن لا تدع تمثالا إلاّ طمسته ، ولا قبراً مشرفاً إلاّ سوّيته (١).
زعم المستدل أن معناه : ولا قبراً عالياً إلاّ سوّيته بالأرض.
والاستدلال به باطل ، لأنه ضعيف السند ، قاصر الدلالة.
وأمّا السند فيكفي أن علماء الرجال ضعفوا هؤلاء الأربعة الواقعين في السند :
١ ـ وكيع.
٢ ـ سفيان الثوري.
٣ ـ حبيب بن أبي ثابت.
٤ ـ أبو وائل الأسدي (٢).
ويكفي في ضعف الحديث أنه رواه أبو الهياج وليس له في الصحاح والمسانيد حديث غير هذا ، فكيف يستدل بسند يشتمل على المدلسين والمضعفين والذين لا يحتج بحديثهم ، كما ذكره ابن حجر في ترجمة هؤلاء الأربعة.
وإليك نقل اقوال العلماء في حقهم :
١ ـ وكيع : هو وكيع بن الجراح بن مليح ، الرواسي ، الكوفي ، روى عن عدة منهم سفيان الثوري ، وروى عنه جماعة منهم يحيى بن يحيى ، وهو مع ما مدحوه نقلوا فيه أيضاً قدحاً كثيراً ، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب :
قال عبداللّه بن أحمد عن أبيه ( أحمد بن حنبل ) قال : سمعت أبي يقول : كان وكيع أحفظ من عبدالرَّحمن بن مهدي كثيراً كثيراً ، وقال في
__________________
١ ـ صحيح مسلم ، ج ٣ كتاب الجنائز ص ٦١ ، السنن للترمذي ج ٢ ص ٢٥٦ ، باب ما جاء في تسوية القبور ، السنن للنسائي ج ٤ باب تسوية القبر ص ٨٨.
٢ ـ لاحظ تهذيب التهذيب للعسقلاني الأجزاء ٣ ، ٤ ، ١١ ص ١٧٩ ، ١١٥ ، ١٣٠ ، ١٢٥.