وكتابه الإنجيل وتلاميذه إلى أساطير تاريخية ، وصار بعض المستشرقين يشككون مبدئياً في وجود رجل اسمه المسيح واسم اُمه مريم وكتابه الإنجيل ، وكادوا يعتبرونه أُسطورة خيالية تشبه اُسطورة ( المجنون العامري وليلاه ) وما هذا إلا لعدم وجود أثر ملموس منه ، ولا من كتابه الواقعي وأصحابه وحوارييه.
وأمّا المسلمون فهم يواجهون العالم مرفوعي الرؤوس ، ويقولون : يا أهل العالم قد بعث نبي في ارض الحجاز قبل ألف وأربعمائة سنة ، وقدحقق نجاحاً في مهمته ، وهذه آثار وجوده وحياته ، فهذه هي الدار الّتي ولد فيها ، وهذا هو غار حراء ، مهبط وحيه في بدء الأمر ، وهذا هو البيت الّذي دفن فيه ، وهذه مدارس أولاده و ...
فالإبقاء على الآثار الإسلامية وصيانتها من الزوال ، صغيرة أو كبيرة ، دعم لاستمرار رسالة هذا الدين وبقائه على مدى العصور والأزمان ، وتدميرها سبب رئيس لتعريضها للشك والإنكار ، وإعانة على أهداف المخالفين.
وقد اهتمّ المسلمون اهتماماً كبيراً بشأن آثار النبي وسيرته وسلوكه ، حتّى أنهم سجلوا دقائق أُموره وخصائص حياته ومميزات شخصيته إلى درجة أنهم سجلوا حتّى ما يرتبط بخاتمه وحذائه ، وسواكه وسيفه ، ودرعه ، ورمحه ، وجواده وإبله وغلامه ، والآبار الّتي شرب منها الماء ، والأراضي التى وقفها لوجه اللّه سبحانه ، ومشيته ، وأكله ، وشربه ، وما يرتبط بلحيته المقدسة وخضابه لها وغير ذلك ، ولا زالت آثار البعض باقية إلى يومنا هذا.
ولو كان ابن تيمية موجوداً في تلك الأعصار ، وكان ينظر إلى الموضوع بالفكرة التي نشأ عليها ، لرمى الصحابة الأجلاء والسلف الصالح بالشرك والوثنية ، وزعم أنهم اتخذوا نبيهم وثناً يعبد ، ولكن من حسن الحظ أنه لم يكن موجوداً فيها ، ولكن كتب السير حافلة بذكرها فليقض عليهم بالحق.
وما أشبه عمل من يدمر الآثار النبوية تحت واجهة قلع الشرك بعمل الصبيان النوكى الذين يتلاعبون بميراث آبائهم بالتمزيق والتدمير ، أوالبيع بثمن بخس.