اللّه ، سواء أكان جائزاً أم حراماً ، وإنما كانت الغاية هي أخذ الاعتراف منهم على الحظر ، ولأجل ذلك أدرج المستفتي الجواب في السؤال وقال : « بل هو ممنوع منهي عنه نهياً شديداً » وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على أن المستفتي قام على رأس المفتين فأخذ منهم الجواب بالتخويف والتهديد.
ثم إنّ المستفتي أي الشيخ النجدي المعروف بسليمان بن بليهد ، يقول في مقال نشرته جريدة « أم القرى » في عددها الصادر في شهر جمادى الآخرة من شهور سنة ١٢٤٥ هجرية :
« إنّ بناء القباب على مراقد العلماء صار متداولا منذ القرن الخامس الهجري ».
وهذا ما يكرره علماء الوهابية في دعاياتهم ، ويضيفون إلى حديث « أبي الهياج » حديث « جابر » عن النبي الّذي سيوايك بيانه ونقده سنداً ومتناً.
ولأجل إيضاح الحال ، نحلل ما جاء في الجواب ، من الاستدلال بالإجتماع تارة ، والحديث ثانياً ، فنقول :
هل هناك إجماع على التحريم؟
إنّ للإجماع الوارد في كلامه احتمالات :
١ ـ الإجماع التقديري ، بحجة وجود الحديث الصحيح في الصحاح ، بمعنى أنه لو وقف العلماء عليه لأفتوا بمضمونه كما أفتى به المجيب ، ولا يخفى أنه غير مفيد ، إذ هو فرع كون الحديث صحيحاً سنداً وكاملا من حيث الدلالة على مقصوده عند غيرهم ، وكلا الأمرين غير ثابت ، بل ثبت خلافهما كما سيوافيك بيانه.
٢ ـ الإجماع المحقق ، وأنّ العلماء أفتوا في كتبهم بالتحريم حدوثاً وبقاءً ، وهذا خلاف نصوصهم; ونكتفي بالنص الوارد في الفقه على المذاهب الأربعة الّذي اتفق عليه علماء أهل السنة في العصر الحاضر ، حيث قالوا بكلمة واحدة :