(٤)
ابن تيمية والبناء على القبور
إنّ إبن تيمية هو أول من أفتى بحرمة البناء على القبور ، سواء أكان صاحب القبر صالحاً أم طالحاً ، وإليك نصه :
قال : وقد اتفق أئمة الإسلام على :
١ ـ أنّه لا يشرع بناء هذه المشاهد الّتي على القبور.
٢ ـ ولا يشرع اتخاذها مساجد.
٣ ـ ولا تشرع الصلاة عندها.
٤ ـ ولا يشرع قصدها لأجل التعبد عندها بصلاة واعتكاف ، أو استغاثة وابتهال ، ونحو ذلك ، وكرهوا الصلاء عندها ، ثم كثير منهم قال : الصلاة باطلة لأجل النهي عنها ... إلى أن قال : وإنما دين اللّه تعالى تعظيم بيوت اللّه وحده ، وهي المساجد التي تشرع فيها الصلاة جماعة وغير جماعة ، والاعتكاف وسائر العبادات البدنية والقلبية من القراءة والذكر والدعاء له .. وذكر بعض الآيات الواردة في تعظيم المساجد ، وعدّ منها قوله تعالى :
( في بُيُوت أذنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ ويذْكَرَ فيها اسْمُهُ ، يُسَبّحُ لَهُ فيها بِالغُدُوِّ والآصالِ* رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهم تِجارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَإقامِ الصّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيه القُلُوبُ والأبْصَارُ ) (١).
__________________
١ ـ سورة النور : الآية ٣٦ ـ ٣٧ وقد أفتى في كلامه هذا بحرمة أمور اربعة ، سنبحث عنها واحداً بعد واحد إلاّ مسألة قصد المشاهد ، لما استوفينا الكلام فيه عند البحث عن قصد السفر إلى زيارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.