٨ ـ « السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون » (١).
ويستفاد من حديث عائشة أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يخرج إلى البقيع في آخر الليل من كل ليلة ، ويقول :
٩ ـ « السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وآتاكم ما توعدون ، غداً مؤجلون وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون ، اللّهمّ اغفر لأهل بقيع الغرقد » (٢).
ويستفاد من حديث آخر أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يزور المقابر مع جماعة من أصحابه ، ويعلمهم كيفية الزيارة :
١٠ ـ « كان رسول اللّه يعلمهم ـ إذا خرجوا إلى المقابر ـ فكان قائلهم يقول : السلام على أهل الديار ـ أو ـ السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنّا إن شاء اللّه لاحقون ، أسأل اللّه لنا ولكم العافية » (٣).
النساء وزيارة القبور
ولعل هنا من يتوهم أن الزيارة تسوغ للرجال دون النساء ، لما روي عن النبي : لعن رسول اللّه زوارات القبور (٤).
ويناقض هذا الحديث ما نقله مسلم في صحيحه والنسائي في سننه أنّ النبي زار البقيع مع حليلته عائشة ، وعلّمها كيفية الزيارة كما مرّ في الرقم (٥) من الروايات ، ولأجل ذلك يجب أن يعالج هذا الحديث بشكل خاص وهو التفريق بين زائرات القبور وزواراتها ، ولعل الثاني كان مقروناً بأُمور محرّمة كالتبرّج المنهي عنه ، أو البكاء بما يقترن بالنوح المحرم ، أو غير ذلك من الوجوه الّتي يمكن الجمع بها بين المتعارضين ، وإلاّ فأىّ فرق بين الرجل والمرأة في هذا الأمر حتّى تكون لأحدهما جائزة وللاُخرى محرّمة ، لولا المحذورات الخاصة؟
__________________
١ ـ السنن لأبي داود ج ٢ ص ١٩٦.
٢ ـ صحيح مسلم ج ٣ ص ٦٣ باب ما يقال عند القبور.
٣ ـ صحيح مسلم ج ٣ ص ١١ ، باب ما يقال عند دخول القبر.
٤ ـ صحيح ابن ماجة ج ١ ص ٤٧٨ ، كتاب الجنائز الطبعة الأولى بمصر.