( الّذين يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَه ... ) (١) أو قوله سبحانه : ( ادعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بَالْحِكْمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتي هِىَ أحسنُ ) (٢).
والكل يهدف إلى أنّ المسلم الواعي إنّما يتّبع البرهان ولا يعرض عنه ، ولا يعطّل عقله حتّى يميّز الأحسن عن غيره ، ويجادل المخالف بالبرهان والدليل. نعم لو أُريد من علم الكلام ، المراء والجدال وكسب العظمة والمقام ، فلا شك أنّه مرغوب عنه.
نعم ، ليس لهم هدف من تحريم البحث والنظر إلاّ الستر لعوار بدعهم ، وعقائدهم الباطلة ، ولا يجحد النظر في العقائد إلاّ أحد رجلين : رجل غبىّ يشق عليه سلوك أهل التحصيل والناس أعداء ما جهلوا ، ورجل يعتقد بمذاهب فاسدة يخاف من ظهور عوار مذهبه وفضائح عقيدته.
هذا قليل مما ذكره ابن تيمية وأتباعه في الصفات الخبرية ، ولو أردنا أن نستقصي كلمات الرجل في المقام لطال بنا الكلام ، ولنكتف بهذا المقدار ، وقد عرفت الحق ، والحق أحق أن يتّبع.
__________________
١ ـ سورة الزمر : الآية ١٨.
٢ ـ سورة النحل : الآية ١٢٥.