وقوله : « والعرش فوق ذلك ، واللّه فوق ذلك ، واللّه فوق عرشه ، وهو يعلم ما أنتم عليه » وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم للجارية : « أين اللّه؟ قالت : في السماء ، قال : من أنا؟ قالت : أنت رسول اللّه. قال : أعتقها فأنها مؤمنة » وقوله : « إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإنّ الله قِبَلَ وجهه ، فلا يبصق قبل وجهه ولا عن يمينه ، ولكن عن يساره أو تحت قدمه » ، وقوله : « إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ».
وقد دخل فيما ذكرناه من الإيمان باللّه ، الإيمان بما أخبر اللّه به في كتابه ، وتواتر عن رسوله ، وأجمع عليه سلف الأُمة من أنّه سبحانه فوق سماواته على عرشه ، علىٌّ على خلقه ، وهو معهم سبحانه أينما كانوا » (١).
وقال : « وقد سألوه صلىاللهعليهوآلهوسلم : هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فأجابهم : نعم ، وسأله أبو رزين : أيضحك ربنا؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم ، فقال : لن نعدم من رب يضحك خيراً. ثم إنهم لما سألوه عن الرؤية ، قال : إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر ، فشبه الرؤية بالرؤية (٢).
وقال رداً على نُفاة الصفات (٣) : إمّا أن يكون اللّه يحب منّا أن نعتقد قول النفاة ، أو نعتقد قول أهل الإثبات ، أو نعتقد واحداً منهما; فإن كان مطلوبه منّا اعتقاد قول النفاة ، وهو أنّه لا داخل العالم ولا خارجه ، وأنّه ليس فوق السماوات ربُّ ولا على العرش إله ، وأنّ محمداً لم يعرج به إلى اللّه ، وإنما عرج به إلى السماوات فقط ، لا إلى اللّه ، فإنّ الملائكة لا تعرج إلى اللّه بل إلى ملكوته ، وإنّ اللّه لا ينزل منه شيء ولا يصعد إليه شيء ، وأمثال ذلك. وإن كانوا يعبّرون عن ذلك بعبارات مبتدعة فيها إجمال وإبهام وإيهام ، كقولهم : ليس بمتحيز ، ولا جسم ، ولا جوهر ، ولا هو في جهة ، ولا مكان ، وأمثال هذه
__________________
١ ـ العقيدة الواسطية ، الرسالة التاسعة ، من مجموع الرسائل الكبرى ، ص ٣٩٨ ـ ٤٠٠ بتلخيص.
٢ ـ مجموعة الرسائل والمسائل ج ١ ص ٢٠٣ ، طبع لجنة التراث العربي.
٣ ـ المراد : الصفات الخبرية كاليد والوجه.