وكان ما شاهدته
السيدة سكينة « حق اليقين » وهو أرقى مراتب السالكين ، فإن أهل الكشف والسلوك بعد أن عرفوا اليقين بأنه الاعتقاد المطابق للواقع الثابت الذي لا يزول وهو في الحقيقة مؤلف من علمين : علم بالواقع ، وعلم بمحالية خلافه ، ذكروا له مراتب ثلاثاً فإنه إن حصل من الاستدلال والنظر كالعلم الحاصل بوجود النار من الدخان سموه ( علم اليقين ) .
وإن حصل بالكشف
والمشاهدة كمعاينة جرم النار وكالكشف الحاصل للخلص من المؤمنين الذين اطمأنت قلوبهم بالله وتيقنوا بمعاينة قلوبهم ، إن الله نور السموات والأرض سموه ( عين اليقين ) .
وإن حصل بالاتصال
المعنوي لأهل الشهود والفناء الذين لا يرون في الوجود شيئاً إلا ( ذات الحق ) تعالى شأنه كما قال سيد العارفين أمير المؤمنين (ع) : لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً
سموه ( حق اليقين ) .
وقد أشار الكتاب
العزيز إلى هذه المراتب فقال سبحانه : (
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا
عَيْنَ الْيَقِينِ ) يريد جل شأنه أنه لو حصل الاستدلال بالطرق الصحيحة والنظر فيما ورد
____________________