على أن الرسول الأعظم سأل الله سبحانه أن يثبت القائم بالحق من أهل بيته ويهدي ضالهم ويعلم جاهلهم ويجعلهم رحماء نجباء ويهب مسيئهم لمحسنهم ويهبهم له فأجاب الله تعالى سؤاله (١) وأكرمه بتوفيق ذرّيته للفوز الأكبر وهو الممات على ولاية الأئمة المعصومين والتوبة عما اقترفوه من الآثام ، ولو في آخر ساعة من أيامهم ، كما يفصح عنه قول الإمام الصادق (ع) لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقر لكل ذي فضل فضله (٢) ، وفي آخر عنه (ص) عنه : ليس لكم أن تدخلوا فيما بيننا إلا بسبيل خير إنه لم تمت نفس منا إلا وتدركها السعادة قبل أن تخرج نفسه ولو بفواق ناقة (٣) .
ومما يفيدنا وضوحاً في هذا الحكم الذي لا يرتاب فيه من يبصر الحقايق بعين صحيحة ما احتفظ به من وصايا المعصومين بإكرام ذريتهم ومن ينتسب إليهم نذكر بعضاً منها كمثل يتعرف منه مكانة الذرية .
١ ـ حدث عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي (٤)
____________________
(١) ذخائر العقبى ص ١٥ .
(٢) الخرائج في الباب ٦ .
(٣) مرآة العقول ج ١ ـ ٢٦٢ عن الصدوق .
(٤)
قال ابن خلكان بترجمة عبيد الله : كان عبيد الله شاعراً كاتباً تولى شرطة بغداد عن أخيه محمد ، وبعد وفاته استقل بها وإليه انتهت رياسة آل طاهر وهو آخر من مات منهم رئيساً توفي سنة ٤٠٠ وله ٧٧ سنة ودفن بمقابر قريش ، ولقب جده طاهر بذي اليمينين لأنه ضرب بيساره شخصاً في واقعته مع علي بن ماهان فقده نصفين ، فقال بعض الشعراء : ( كلتا يديه يمين حين يضربه ) فلقبه المأمون بذلك . تولى على خراسان من قبل المأمون وكان معه غلام وهبه المأمون له فأمر الغلام أن يسمه ففعل الغلام وأصبح ميتاً لخمس بقين من جمادى الثاني سنة ٢٠٧ بمرو ، ومات والده الحسين =