استحق البعد من الله تعالى كل من أعرض عن إكرام الذرية .
ومن هنا جاء تحذيره (ص) : « من احتقرهم فهو ملعون أذهب الله عنه السمع والبصر (١) » .
وليس المراد منه فقد هاتين الحاستين لما يشاهد بالوجدان خلافه بل المراد منه عدم التوفيق لاستماع أو إبصار ما يقرب إلى الخير ويبعد عن درك العقاب على حد قوله تعالى : ( لَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا ) ، وهذا هو المراد من قوله (ص) ( ملعون ) فإن اللعن ليس إلا الطرد والبعد عن الإلٰهية والفيوضات الربوبية ، فلا تهطل سحائب الرحمة على من احتقر الذرية ؟ وأشار إلى هذا قوله (ص) : « عليكم بحب أولادي فإنه يدخل الجنة لا محالة وبغضهم يدخل النار » (٢) .
وهذه الكلمات الذهبية من نبي الرحمة تلقي على الأمة ضوءاً تبصر منه المكانة السامية لذريته الصالحة ، وأما من كان بظاهره حائداً عن قانون الشرع فيكون الإحسان إليه من باب تكريم صاحب الدعوة الإلٰهية لكون الإهانة إليه تستلزم التوهين بمقام الرسول .
وإليه يشير النبي (ص) : « أكرموا أولادي الصالحين لله تعالى والطالحين لي (٣) » ، ولما لمح النبي العجب ممن سمع خطابه في إكرام الطالح منهم ، قال مرشداً له : أليس الولد العاق يلحق بالنسب (٤) .
____________________
(١) فضائل السادات ص ٣٨٩ .
(٢) جامع الأخبار .
(٣) جامع السعادات ص ٣١٤ أيوان أول .
(٤) فضائل السادات ص ٣٧٣ .