ولما أراد الهجرة إلى المدينة استخلفه بمكانه في بيته بمكة المكرمة ، وأمره أن ينام في فراشه ويتغطى ببرده ، ولم يأمر غيره بردّ الودائع إلى أهلها ثم اللحاق به مع عائلته ، وهذا كان إعداداً عملياً علمته قريش ، فكادت تقضي على علي عليهالسلام لولا دفع الله تعالى عنه (١).
وبقي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلن في المدينة المنورة في شتى المناسبات والمواقف عن أن علياً وزيره وخليفته في اُمته ، ففي حديث عن ابن عمر مرفوعاً قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ألا أرضيك يا علي ؟ أنت أخي ووزيري ، وتقضي ديني ، وتنجز بوعدي ، وتبرئ ذمتي » (٢).
وفي حديث آخر عن أنس مرفوعاً بلفظ : « إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي ، وخير من تركت بعدي ، يقضي ديني ، وينجز موعدي ، علي بن أبي طالب » (٣).
وأصرح من ذلك ما أخرجه الحمويني مسنداً عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « من أحب أن يستمسك بديني ، ويركب سفينة النجاة بعدي ، فليقتد بعليّ بن أبي طالب ، وليعاد عدوّه ، وليوال وليه ، فإنّه وصيي وخليفتي على اُمتي في حياتي وبعد وفاتي ، وهو إمام كل مسلم ، وأمير كل مؤمن بعدي ، قوله قولي ، وأمره أمري ، ونهيه نهيي ، وتابعه تابعي ، وناصره ناصري ، وخاذله خاذلي ».
ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من فارق علياً بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة ، ومن خالف علياً حرّم الله عليه الجنة ، وجعل مأواه النار ، ومن خذل علياً خذله الله يوم يعرض
_____________________
١ ـ راجع كتاب ( علي إمام البررة ) ٣ : ٢٨٠ ـ ٢٩٣.
٢ ـ نفس المصدر ١ : ١٠٥ تجده نقلاً عن مجمع الزوائد ٩ : ١٢١ نقلاً عن الطبراني ، وأيضاً في كنز العمّال ١٢ : ٢٠٩ ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ٥ : ٣٢.
٣ ـ نفس المصدر ١ : ١٠٦ ، نقلاً عن اصابة ابن حجر ١ ق ١ : ٢١٧ ، وتاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي ١ : ١١٥ ـ ١١٦ ، بثلاثة أسانيد.