أحب أو سمّى أبناءه حرباً فغيّرها النبي صلىاللهعليهوسلم ؟ نعم ، فهو كذلك بهذه الصورة التي رسمها له أعداؤه من خلال هذا الحديث ، ولكن أهكذا كان عليّ عليهالسلام حقيقة ؟
لاها الله إنّها الشناشن الأخزمية ، والضغائن الجاهلية ، ووراء ذلك كله بعدُ سر مصون ، ليس في الغيب المكنون ، ولكن من باب ذر الرماد في العيون ، وإذا تمّ لهم ما يريدون ، ففي ذلك مكسب عظيم يجني المفترون الأفّاكون ، في طمس الحقائق وتشويه التاريخ ، وسنكشف عنه بعد أن نقرأ البيان عن النوازع المغرية في اسم حرب ، وذلك في النقطة الرابعة.
ولم يكن هذا هو الافتراء الوحيد على عليّ عليهالسلام ، فقد افترى عليه في زمانه وبعد زمانه ، كما افتري على أخيه الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم من قبل ، وما ذلك الافتراء إلّا نتائج الحكم الأموي البغيض ، الذي شوّه ما استطاع لذلك سبيلاً ، فكانت سماسرة الوضع يلهثون وراء أصفره الرنّان ، فيضعون له ما يشاء ويطلب منهم الحكام ، ولا نريد الخوض في تفاصيل ذلك لئلّا يطول الكلام.
ولنرجع البصر إلى خصوص الافتراء على عليّ عليهالسلام في خصوص الأسماء ، فقد أخرج الكليني في الكافي والطوسي في التهذيب (١) باسنادهما عن معمر بن خثيم قال : قال لي أبو جعفر عليهالسلام : « ما تكتني » ؟ قال : ما اكتنيت بعدُ ، وما لي من ولد ولا امرأة ولا جارية ، قال : « فما يمنعك من ذلك » ؟ قال : قلت : حديث بلغنا عن عليّ عليهالسلام قال : من اكتنى وليس له أهل فهو أبو جعر ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : « شوه ، ليس هذا من حديث عليّ ، إنّا لنكنّي أولادنا في صغرهم مخافة النبز أن يلحق بهم ».
فانظر بربك إلى هذا الحديث الذي كشف عن دوافع الافتراء المؤلم في أيّام الإمام الباقر عليهالسلام الذي توفي سنة ١١٤ ، فما ظنك بما حدث من بعد ذلك ؟
* * *
_____________________
١ ـ الكافي ٢ : ٨٧ ، التهذيب للطوسي ٧ : ٤٣٨ و ٢ : ٢٤٦.