هذا ما ذكره ابن حجر بنصّه ولم يزد في التعقيب عليه إلّا قوله : فهذا غلوّ منه في شيعيته ، وذكره ابن بابويه فقال : كان فقيهاً ديّناً صالحاً لقبه صائن الدين.
أقول : ولا يظهر في تعقيبه إنكار ما ذكره عنه ، بمجرد زعمه ( فهذا غلو منه في شيعيته ) الرجل ليس بشيعي بل هو شافعي بل من فقهاء الشافعية. ولعل ابن حجر أضمر في نفسه صحة الخبر ، إلّا انّه على استحياء أو لضغط الموروث قال ( فهذا غلو منه في شيعيته ).
وهذا ما لم يعجب المناوي فقال في كتابه فيض القدير (١) : ومن الغريب ما ذكره في لسان الميزان في ترجمة اسنفديار ثم ساق ما ذكره ابن حجر ، وعقب عليه بقوله : هكذا ذكره الحافظ في اللسان بنصّه ، ولم أذكره إلّا للتعجب من هذا الضلال وأستغفر الله ، قال ابن حجر حديث كثير الطرق جداً استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد منها صحاح ومنها حسان وفي بعضها قال ذلك يوم غدير خم ، وزاد البزار في رواية : ( اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ).
ولما سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا ـ فيما أخرجه الدارقطني عن سعد بن أبي وقاص ـ : أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة. وأخرج أيضاً قيل لعمر : إنّك تصنع بعليّ شيئاً لا تصنعه بأحد من الصحابة ؟ قال : انّه مولاي.
وفي تفسير الثعلبي عن ابن عينية : أن النبي ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) لما قال ذلك طار في الآفاق فبلغ الحارث بن النعمان فأتى رسول الله ( صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ) فقال : يا محمد أمرتنا عن الله بالشهادتين فقبلنا ، وبالصلاة والزكاة والصيام والحج فقبلنا ، ثم لم ترضى حتى رفعت بضبعي ابن
_____________________
١ ـ فيض القدير ٦ : ٢١٧.