ابن الجوزي : حكى عنه بعض عدول بغداد أنه حضر مجلسه بالكوفة فقال : لما قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من كنت مولاه فعلي مولاه » تغيّر وجه أبي بكر وعمر ، فنزلت : ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (١) ، فهذا غلو منه في شيعيته ، وذكره ابن بابويه فقال : كان فقيهاً ديّناً صالحاً لقبه صائن الدين.
انتهى ما ذكره ابن حجر ، ولم يعلق على ما قاله المترجم له بأكثر من قوله : ( فهذا غلو منه في شيعيته ) وهذا منه أيضاً تحامل في غير محلّه ، فالرجل شافعي كما صرح هو بذلك ، وإنّما قال عنه : وكان يتشيع ، فأين من يتشيع ممن هو شيعي ؟ ثم سكوت ابن الجوزي عن التعقيب على ما رواه عنه يشعر إمضاءه لما قال اسفنديار كما يبدو.
ما ذكره أبو الفداء :
الخامس والعشرون : أبو الفداء صاحب حماة ( ت ٧٣٢ هـ ) ماذا عنده ؟
النص الأول : قال في تاريخه (٢) : لما قبض الله نبيّه قال عمر بن الخطاب : من قال إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مات علوت رأسه بسيفي هذا ، وإنّما ارتفع إلى السماء ، فقرأ أبو بكر : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) (٣) ، فرجع القوم إلى قوله ، وبادروا سقيفة بني ساعدة ، فبايع عمر أبا بكر ، وانثال الناس عليه يبايعونه ، في العشر الأوسط من ربيع الأول سنة إحدى عشرة ، خلا جماعة من بني هاشم ، والزبير ، وعتبة بن أبي لهب ، وخالد بن سعيد بن العاص ، والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وأبي ذر ، وعمار بن
_____________________
١ ـ الملك : ٢٧.
٢ ـ المختصر في أخبار البشر ١ : ١٥٦.
٣ ـ آل عمران : ١٤٤.