فقالت : «
أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم
تعرفانه تفعلان به »
؟ قالا : نعم ، فقالت : « نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني » ؟ قالا : نعم ، سمعناه من رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قالت : «
فإنّي أشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونّكما إليه » ، فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطكِ يا فاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : «
والله لأدعونّ الله عليك في كل صلاة أصليها ».
ثم خرج باكياً ،
فاجتمع إليه الناس فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقاً حليلته مسروراً بأهله وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي ، قالوا : يا خليفة رسول الله ، إنّ هذا الأمر لا يستتم ، وأنت أعلمنا بذلك
إنّه إن كان هذا لم يقم لله دين ، فقال : والله لولا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما
بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة بعدما سمعت ورأيت من فاطمة.
النص السادس : قال : فلم يبايع علي ـ كرّم الله وجهه ـ حتى
ماتت فاطمة رضياللهعنها ، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمساً وسبعين
ليلة.
النص السادس : قال : فأتى المغيرة بن شعبة فقال : أرى يا
أبا بكر أن تلقوا العباس ، فتجعلوا له في هذا الأمر نصيباً يكون له ولعقبه ، وتكون لكما الحجة على علي وبني هاشم إذا كان العباس معكم.
_____________________