النص الرابع : وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف (١) بسنده عن جعفر عن أبيه قال : خرجت صفية وقد قبض النبي صلىاللهعليهوسلم وهي تلمع بثوبها ـ يعني تشير به ـ وهي تقول :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخُطب |
أقول : وهذا أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢) بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : لما قبض النبي صلىاللهعليهوسلم خرجت صفية تلمع (٣) بردائها وهي تقول :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخُطب |
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (٤).
وهذا الخبر يطوي في بيت شعره أنباءً وهنبثة حدثت بعد موت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هزت المسلمين ، وعظم وقعها على أهل البيت خاصة ، حتى خرجت صفية بنت عبد المطلب وهي أم الزبير بن العوام تلمع بثوبها ـ تشير به ـ وهذا حال مَن بَلغَ به الأسى مبلغاً ضاق به صاحبه ذرعاً ، فعلاه الحزن لفقد فقيده الغالي ، وزاد أساه ما لاقاه من المآسي التي حيقت به من بعد فقيده ، وما هي تلك الأنباء والهنبثة غير تقديم من أخّر الله وتأخير من قدّم الله ، وغصب الخلافة من صاحبها.
قال ابن منظور في لسان العرب (٥) : الهنابث : الدواهي ، واحدها هنبثة ... ، وفي الحديث : إنّ فاطمة قالت بعد موت سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخُطب |
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب |
_____________________
١ ـ مصنف ابن أبي شيبة ١٤ : ٥٥٦ ، برقم : ١٨٨٧٤.
٢ ـ المعجم الكبير للطبراني ٢٤ : ٢٥٣.
٣ ـ لمع بثوبه وسيفه لمعاً وألمع أشار ، وقيل : أشار للإنذار ، ولمع أعلى وهو أن يرفعه ويحركه ليراه غيره فيجيء إليه ( لسان العرب ) ( لمع ).
٤ ـ مجمع الزوائد للهيثمي ٩ : ٩٢.
٥ ـ لسان العرب ٣ : ٢٠.