صدقة النبي التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إنّ رسول الله قال : لا نورّث ما تركنا صدقة إنّما يأكل آل محمد في هذا المال ، وإنّي والله لا أغيّر شيئاً من صدقات رسول الله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ، ولأعملنّ فيها بما عمل فيها رسول الله ، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته فلم تكلّمه حتى توفيّت ، وعاشت بعد رسول الله ستة أشهر (١).
النص الثاني : وروى (٢) بسنده قال : لما ولي أبو بكر خطب الناس ... أيها الناس قد وليت أمركم ولست بخيركم ....
النص الثالث : وقال ابن سعد (٣) : أخبرنا الفضل بن دكين وشعيب بن حرب قالا : حدّثنا مالك بن مغول عن مُصرِّف ، قال : سألت عبد الله بن أبي أوفى : أوصى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ؟ قال : لا ، قلت : فكيف كتب على الناس الوصية وأُمروا بها ؟! قال : أوصى بكتاب الله ، قال : وقال هُذيل (٤) : أكان أبو بكر يتأمّر على وصي رسول الله ، لودّ أبو بكر أنّه وجد من رسول الله صلىاللهعليهوسلم عقداً فخزم أنفه بخزامة.
وهذا الخبر يكشف عن عمق الصدمة التي عاشها المجتمع الواعي في المدينة إثر بيعة أبي بكر ، فطلحة بن مصرف يعجب كيف لم يوص رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
_____________________
١ ـ أورده النويري بنصّه ١٨ : ١٣٩٦.
٢ ـ المصدر نفسه ٣ ، ق ١ : ١٢٩.
٣ ـ المصدر نفسه ٣ ، ق ١ : ١٢٩.
٤ ـ هكذا ورد اسمه في طبعة ليدن ، غير أنّ الصواب هو هزيل بن شرحبيل كما في ٢ : ٢٢٨ ، طبعة مكتبة الخانجي بمصر بتحقيق الدكتور علي محمد عمر ، حيث ورد الخبر مرّة ثانية في الطبقات وفيه : قال هزيل بن شرحبيل : أأبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ؟ وقد أورد الخبر جماعة من المحدثين في كتبهم ، راجع مسند أبي عوانة ٣ : ٤٧٥ ، وسنن الدارمي ٢ : ٤٩٦ ، ومسند البزار ٨ : ٢٩٨ ، وفتح الباري ٥ : ٣٦١ ، والرياض النضرة ٢ : ٩٧.