مع الحق والحق مع علي ـ وعلى لسانه ـ : والحق يدور حيثما دار علي » كما في حديث أبي ذر الغفاري ( أصدق ذي لهجة ) كما وصفه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقوله الآخر : « علي مع الحق والقرآن ، والحق والقرآن مع علي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض » كما في حديث أم سلمة.
وما حديث عائشة عن ذلك ببعيد ، فقد قال لها أخوها محمد بن أبي بكر يوم الجمل : أنشدك الله أتذكرين يوم حدثتني عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : « الحق لن يزال مع علي ، وعلي مع الحق ، لن يختلفا ولن يفترقا » ؟ فقالت : نعم.
وثالثة من أمهات المؤمنين ، وهي ميمونة بنت الحارث الهلالية ، قالت لمن أخبرها أنّه بايع علياً ، قالت : ( فالحق به فوالله ما ضل وما ضُلّ به ).
وهكذا تتوارد الأحاديث عن الرسول الكريم ، وعن الصحابة في تمييز الحق وأنّه مع علي ، حتى روي عن ابن عباس رضياللهعنه قال : ( ستكون فتنة فمن أدركها منكم فعليه بخصلة من كتاب الله تعالى وعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقول : « هذا أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني ، وهو فاروق هذه الأمّة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو بابي الذي أوتي منه ، وهو خليفتي من بعدي » (١).
فبعد هذا فلا مبرر لمنكر أو مستنكر أن يشنع على من تولّى علياً في حياته وبعد مماته ، وتبرأ من أعدائه في حياته وبعد مماته ، ما دام هو ميزان الحق ، ولا يعدل إنسان مسلم بالحق شيئاً.
* * *
_____________________
١ ـ راجع بشأن هذه الأحاديث وغيرها كتاب ( علي إمام البررة ) ١ : ٣٤٢ ـ ٣٥٢ ، ستجد المصادر جميعها من التراث السني الذي لا يسع القارئ السنيّ نبذه.