أقول : ولا ندري هل عدم ذكره « كان سقطاً » من سهو القلم ، أم هو من الاسقاط المتعمد ؟ ثم انّ الفاسي حكى أيضاً في كتابه (١) قول الحافظ المزي في تهذيب الكمال : ( ومحسن درج سقطاً ) ولم يعقب عليه بشيء ، فهو إمضاء منه لقوله.
وذكر الفاسي أيضاً في كتابه (٢) في ترجمة الزهراء عليهاالسلام قول أبي عمر : ( فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب ... ). فعلق المحقق على ذلك في الهامش فقال : ( ومحسناً ) كما في سير أعلام النبلاء حكاية عن ابن عبد البر.
أقول : وما ذكره الطناحي صحيح ، فهو موجود في سير أعلام النبلاء (٣) ، لكن إذا رجعنا إلى الاستيعاب وهو كتاب أبي عمر وهو ابن عبد البر ، فلا نجد ذلك النص جملة وتفصيلاً ، وبين يدي ثلاث طبعات من الاستيعاب.
١ ـ طبعة حيدر آباد سنة ١٣٢٦ هـ.
٢ ـ طبعة مصطفى محمد سنة ١٣٣٩ بهامش الإصابة.
٣ ـ طبعة محققة بتحقيق علي محمد البجاوي بمطبعة نهضة مصر.
وقد راجعت ترجمتي الإمام أمير المؤمنين والزهراء عليهماالسلام ، فلم أجد النص المذكور ، فيا ترى من الذي غصّ بذكر المحسن ، فابتلعه على مضض ليضيع ذكره كما خفي قبره ، وعلى سنن الماضين جاء سير الخالفين ، وهكذا أضاع الخلف ما يدين السلف طمساً للحقائق ، فالله حسيبهم.
١٣ ـ إبراهيم بن عبد الرحمن الحنفي الطرابلسي ، كان حيّاً سنة ٨٤١ هـ ، قال في المشجرة التي صنعت للخليفة الناصر وكتبت لخزانة صلاح الدين ص ٩ : محسن بن فاطمة أسقط ، وقيل درج صغيراً ، والصحيح أن فاطمة أسقطت جنينها.
_____________________
١ ـ المصدر نفسه ٦ : ٢٠٣.
٢ ـ المصدر نفسه ٨ : ٢٨٤.
٣ ـ سير أعلام النبلاء ٣ : ٤٢٥.