بن
علي ، وقد اتفق أهل العلم بالأخبار أنّه مات صغيراً في حياة النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال : هذا غاية التحقيق في هذا الحديث ، ولم أر من تعرض بهذا ، وهو الهادي إلى سواء الطريق.
أقول :
أرى لزاماً عليّ أن أذكر الحديث المشار إليه ، وما وقع فيه من تلبيس وتدليس ، وتهويش وتهويس عند بعض شرّاح الحديث ومنهم الملا علي القاري ، لأنّ الحديث المشار إليه يجعل موت المحسن صغيراً في حجر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟! فليقرأ ذلك القارئ.
جاء في شرح الشمائل
باب ما جاء في بكاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في شرح الحديث الرابع من الباب المذكور ، والحديث هو كالآتي :
حدّثنا محمود بن
غيلان ، حدّثنا أبو أحمد ، حدّثنا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابنة له تقضي فاحتضنها فوضعها بين يديه فماتت وهي بين يديه ، وصاحت أم أيمن فقال ـ يعني النبي صلىاللهعليهوسلم ـ : أتبكين عند رسول الله ؟! فقالت :
ألست أراك تبكي ؟! قال : إنّي لست أبكي إنّما هي رحمة ، إنّ المؤمن بكل خير ، إن نفسه تنزع من بين جنبيه ، وهو يحمد الله تعالى.
قال الملا علي القارئ
في تعقيبه على الحديث المذكور بعد أن شرح ألفاظه : ثم اعلم انّ رواية النسائي في هذا الحديث : فلما حُضرت بنت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم صغيرة أخذها رسول الله صلىاللهعليهوسلم وضمها إلى صدره ، ثم وضع يده عليها
فقبضت وهي بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فبكت أم أيمن ، الحديث.
قال ميرك : وهذا
الحديث لا يخلو عن اشكال ، لأنّ المراد من قوله : ابنة له ، أو بنت له صغيرة إما بنته حقيقة كما هو ظاهر اللفظ ، فهو مشكل ، لأنّ أرباب السير والحديث والتاريخ أطبقوا على أنّ بناته صلىاللهعليهوسلم كلهنّ متن في حالة الكبر.
_____________________