بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ
الرَّحِيمِ وبه نستعين الحمد لله الذي هدانا
لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله. اللهم اهدني لما
اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. اللّهم صلّ على محمّد
وآل محمّد ، الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك إنّك حميد مجيد. اللهم والعن من حادّك
وحادّ رسولك ، وناصبه العداوة والبغضاء في أهل بيته عليهمالسلام. وبعد ، فهذه سطور ما
كنت أحسب أنّي أكتبها لوضوح الرؤية عندي فيما تضمّنته ، إلّا أنّي وجدت وضوح الرؤية عندي لا يعني ولا يُغني عند الآخرين شيئاً ، فالناس يتفاوتون إدراكاً ومشارباً ، كما يختلفون عقائداً ومذاهباً. وكثير منهم يرى تقديس
الموروث بحجة أو بغير حجة ، فهو يعيش في كيانه على تراث موبوء ، أخذه الخلف عن السلف ، فضاعت عنده معالم الحقائق لتراكم المخلّفات ، وبقي النشّؤ الجديد يدور في حلقة مُفْرَغة ، لم يمسك بطرف يهديه الطريق ، ولم يجد الملجأ الوثيق ، وكلّ ما حاول ـ إذا ما حاول ـ فلا يجد سوى الاجترار والتكرار ، ومقولة ( عدالة الصحابة ) التي أصبحت هي الذكر الخفي ، ويجب إسدال الستار على ما حدث بينهم ، فما من دخان إلّا من وراء نار فالسكوت عمّا حدث أولى ؟!