فجرى ذكر الطب ، وما فيه صلاح الاجسام وقوامها ، فاغرق المأمون ومن كان بحضرته في الكلام ، وتغلغلوا في علم ذلك ، وكيف ركب الله تعالى هذا الجسد ، وجمع فيه هذه الاشياء المتضادة من الطبائع الاربع ، ومضار الاغذية ومنافعها ، وما يلحق الاجسام من مضارها من العلل.
قال : وابو الحسن عليهالسلام ساكت لا يتكلم في شيء من ذلك ، فقال له المأمون : ما تقول يا أبا الحسن في هذا الامر الذي نحن فيه منذ اليوم؟ فقد كبر علي ، وهو الذي لابد منه ، ومعرفة هذه الاغذية النافع منها والضار ، وتدبير الجسد.
فقال له ابو الحسن عليهالسلام : عندي من ذلك ما جربته ، وعرفت صحته ، بالاختبار ومرور الايام ، مع ما وقفني عليه من مضى من السلف مما لا يسع الانسان جهله ، ولا يعذر في تركه. وانا أجمع ذلك لامير