كتاب « النوازل » لأبي ليث السمرقنديّ المتوفّى سنة ٣٧٦ ه (١).
وقد كان لأبي حنيفة تلاميذ شاع ذكرهم وولوا لبني العباس القضاء ، فخدموا مذهب استاذهم بما استطاعوا من نفوذ.
وأشهر تلاميذه هم : أبو يوسف مؤلّف كتاب « الخراج » الذي تناول فيه الدستور المالي للدولة الإسلامية فقها مجرّدا. وكذلك محمد بن الحسن الشيباني ، له كتب ستّة ، جمع فيها مسائل الأصول في مذهب إمامه ، وهي : المبسوط ( الأصل ) والجامع الصغير ، والجامع الكبير والزيادات والسير الصغير والسير الكبير ، وهذه الكتب سمّيت بكتب ظاهر الرواية لأنّها رويت عنه برواية الثقات ، وقد جمع هذه الكتب الستة الحاكم الشهيد في كتاب أسماه « الكافي » وشرحه السرخسي في كتابه المبسوط ، كما جمع الحاكم الشهيد أيضا كتب النوادر لمحمد بن الحسن في كتاب واحد سماه « المنتقى » (٢).
وكانت هناك منافرة شديدة بين أبي يوسف ومحمّد بن الحسن الشيباني.
وثالثهم : زفر بن الهذيل الكوفي.
ورابعهم الحسن اللؤلؤي الكوفي ، وكان هؤلاء الأربعة نسبتهم لأبي حنيفة نسبة التلاميذ لاستاذهم ، لا نسبة المقلدين إلى مرجعهم ، لاستقلالهم بما به يفتون ، وقد يخالفونه في الفتوى.
المذهب الشافعي : ينتسب الى أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع وإليه ينسب الشافعي.
ولد بغزّة سنة ١٥٠ ه ، وتوفي بمصر سنة ٢٠٤ ه ، وتلمّذ على مالك صاحب الموطأ وعلى إبراهيم بن محمد بن يحيى المديني تلميذ الإمام الصادق عليهالسلام وأكثر الشافعي من الرواية عنه ، ثمّ ذهب لليمن وقد بلغ سن الثلاثين للقيام بعمل يساعده على دهره ، واتّهم هناك بالتشيّع فأمر هارون الرشيد بحمله إليه سنة ١٨٤ ه ، وجيء به للرشيد وهو بمدينة الرقة ، وبعد ذا أمر بإطلاقه
__________________
(١) أدوار علم الفقه : ١٤٤.
(٢) مناهج الاجتهاد في الإسلام : ٣٦ ـ ٣٧.