قال : فقلت لأبي جعفر عليهالسلام : جعلك الله شيخا على هذه الامة ، كما جعل عيسى ابن مريم شيخا على بني اسرائيل ، قال ، ثم قلت له : يا شبيه صاحب فطرس ، قال : وانصرفت وقد أمرني الرضا عليهالسلام أن أكتم ، فما زلت صحيح البصر حتى أذعت ما كان من أبي جعفر عليهالسلام في أمر عيني ، فعاودني الوجع.
قال ، قلت لمحمد بن سنان : ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس؟ فقال : ان الله تعالى غضب على ملك من الملائكة يدعى فطرس ، فدق جناحه ورمي في جزيرة من جزائر البحر ، فلما ولد الحسين عليهالسلام بعث الله عز وجل جبريل الى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ليهنئه بولادة الحسين عليهالسلام ، وكان جبريل صديقا لفطرس فمر به وهو في الجزيرة مطروح ، فخبره بولادة الحسين عليهالسلام وما أمر الله به ، فقال له : هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي وأمضي بك الى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ليشفع لك؟ قال ، فقال فطرس : نعم.
فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فبلغه تهنية ربه تعالى ثم حدثه بقصة فطرس ، فقال محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لفطرس : امسح جناحك على مهد الحسين وتمسح به ، ففعل ذلك فطرس ، فجبر الله جناحه ورده الى منزله مع الملائكة.
١٠٩٣ ـ ووجدت بخط جبريل بن أحمد ، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، ومحمد بن سنان ، جميعا قالا : كنا بمكة وأبو الحسن الرضا عليهالسلام بها ، فقلنا له جعلنا فداك نحن خارجون وأنت مقيم ، فان رأيت أن تكتب لنا الى أبي جعفر عليهالسلام كتابا نلم به فكتب اليه ، فقدمنا فقلنا للموفق أخرجه إلينا ، قال : فأخرجه إلينا وهو في صدر موفق ، فأقبل يقرؤه ويطويه وينظر فيه ويتبسم حتى أتى على آخره ، ويطويه من أعلاه وينشره من أسفله.
قال محمد بن سنان : فلما فرغ من قراءته حرك رجله وقال : ناج ناج ، فقال أحمد : ثم قال ابن سنان عند ذلك : فطرسية فطرسية.