ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف هاهنا ، وما تناكر منها ثم اختلف هاهنا ، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا ، وان ادرك الدجال آمن به وان لم يدركه آمن به في قبره.
يا غلام ضع لي ماء ، وغمزني فقال : لا تبرح ، وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذى سمعوا منه.
ثم انه خرج ووجهه منقبض ، قال : أما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟ قلت : أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم؟ قال : عجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد ، وقولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملى لهم.
______________________________________________________
وامامهم العلامة الرازي قال في التفسير الكبير : قال بعضهم : لعدد السبعة شرف عظيم وهو العدد الكامل ، فالايام الستة في تخليق نظام العالم واليوم السابع في حصول كمال الملك والملكوت ، وبهذا الطريق حصل الكمال في الايام السبعة (١).
قوله (ص) : ثم أسكنها الهواء
الضمير للأرواح المجردة العاقلة الانسانية على ضرب من الاستخدام ، أي ثم جعل منزل تدبيرها وتعلقها ومحل تصرفها وسلطانها ومسكن عنايتها وعلاقتها عالم الروح البخاري ، المتولد في القلب من لطيف بخار صفو الاخلاط اللطيفة ، وغذاؤه الهواء المستنشق وملاكه الحار الغريزي ، وهو جوهر لطيف سماوي حامله الرطوبة الغريزية.
فهذا الجوهر الجسماني اللطيف السماوي شبكة اقتناص انصراف النفس العاقلة الناطقة الملكوتية عن عالمها القدسي النوري الالهي ، وانجذابها الى دار غربتها الظلمانية الداثرة الجسدانية ، وانما عالمه واقليمه عنصر الهواء الذي طباع جوهر مبدء الحرارة والرطوبة واللطافة ، فليتعرف.
__________________
(١) التفسير الكبير : ١٤ / ١٠٠