فقال لرجل منهم : هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال : نعم ، قال : فحدثني ببعض ما سمعت؟ قال انما جئت لا سمع منك لم أجيء أحدثك ، وقال للاخر ذاك ما يمنعه ان يحدثني ما سمعت ، قال : وتتفضل أن تحدثني بما سمعت ، اجعل الذي حدثك حديثه أمانة لا تحدث به أحدا؟ قال : لا ، قال فاسمعنا بعض
______________________________________________________
قوله : ذاك ما يمنعه أن يحدثنى ما سمعت
« ما » للموصول وفي محل الرفع بالابتداء ، والخبر ما سمعت.
أي ذاك الذي أبى ان يحدثني انما الذي يمنعه أن يحدثني ما سمعت من قوله. جئت لا سمع منك لم أجي أحدثك.
قوله عليهالسلام : وتتفضل
من التفضل بمعنى التوشح بالثوب ، تفعلا من الفضل بضمتين وهو الثوب ، وربما يقال : لا يقال فضل ـ بضمتين ـ الا لثوب واحد ، وقد جعل ذلك كناية عن الاستنكاف من التحديث.
قال في المغرب : ثوب فضل وامرأة فضل أي على ثوب واحد ملحفة ، أو نحوها تتوشح به.
وقال في مجمل اللغة : المتفضل المتوشح بثوبه.
وفي أساس البلاغة : وتفضل الرجل أو المرأة اذا توشح بثوب واحد مخالف بين طرفيه على عاتقه (١).
أي وأنت أيضا تتوشح بثوبك ، كراهة أن تحدثني بما سمعت من الحديث.
قوله عليهالسلام : اجعل الذى حدثك
« اجعل » بهمزة الاستفهام ، و « حديثه » منصوب على أنه أول مفعوليه ، و « أمانة » المفعول الثاني.
__________________
(١) أساس البلاغة : ٤٧٦