قال أبو عمرو الكشي : قال يحيى بن عبد الحميد الحماني ، في كتابه ـ المؤلف في اثبات امامة أمير المؤمنين عليهالسلام ، قلت لشريك ان أقواما يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف في الحديث ، فقال : أخبرك القصة.
كان جعفر بن محمد رجلا صالحا مسلما ورعا ، فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون حدثنا جعفر بن محمد ، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ، يستأكلون الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم فكانوا يأتون من ذلك بكل منكر ، فسمعت العوام بذلك منهم ، فمنهم من هلك ومنهم من أنكر.
______________________________________________________
قال ابن الاثير في النهاية وفي جامح الاصول : في حديث عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم النظر الى وجه علي عبادة ، قيل : معناه أن عليا عليهالسلام كان اذا برز قال الناس : لا إله الا الله ، ما أشرف هذا الفتى! لا إله الا الله ، ما أعلم هذا الفتى لا إله الا الله ، ما اذكر هذا الفتى! أي ما اتقى ، لا إله الا الله ، ما اشجع هذا الفتى! فكانت رويته تحملهم على كلمة التوحيد انتهى كلام النهاية (١).
وصاحب الكشاف في الفائق ذكر الحديث النظر الى وجه على عبادة وقال : قال ابن الاعرابي : تأويله أن عليا كان اذا برز قال الناس : لا إله الا الله ما أشرف هذا الفتى الى آخر ما في النهاية.
قلت : نعم ما ذكره كذلك ، ولكن لا ريب أن النظر الى وجه علي عليهالسلام في نفسه عبادة ومن أعظم العبادات ، كما النظر الى وجه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عبادة ، والنظر الى الكعبة زادها الله تعالى شرفا وتعظيما عبادة.
والنبي عليه الصلاة والتسليم قد نص على ذلك فقال : النظر الى الكعبة عبادة ، والنظر الى المصحف من غير قراءة عبادة ، والنظر الى علي عبادة ، والنظر الى وجه العالم عبادة.
__________________
(١) نهاية ابن الاثير : ٥ / ٧٧