وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه ، وأما أبان بن تغلب : فمغث حقا بباطل فغلبك وأما زرارة : فقاسك فغلب قياسه قياسك ، واما الطيار : فكان كالطير يقع ويقوم ، وأنت كالطير المقصوص لا نهوض لك ، وأما هشام بن سالم : فاحس أن يقع ويطير وأما هشام بن الحكم : فتكلم بالحق فما سوغك بريقك.
يا أخا أهل الشام ان الله أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما ثم أخرجهما الى الناس ، ثم بعث أنبياء يفرقون بينهما ففرقها الانبياء والاوصياء ، وبعث
______________________________________________________
« فحرت له » بضم الحاء المهملة واسكان الراء وفتح التاء للخطاب ، من الحور بمعنى الرجوع ، والمحاورة والحوار مراجعة النطق والمجاوبة ، والتحاور التجاوب وتحاوروا تراجعوا الكلام ، والمحار المرجع ، وكلمته فما أحار إلي جوابا أي ما أرجع إلي. أو بكسر الحاء من الحيرة والتحير.
قال في المغرب : وفعلها من باب لبس.
قوله (ع) : فمغث حقا بباطل
باعجام الغين بين الميم والثاء المثلثة.
قال في مجمل اللغة : مغثت الدواء مثل مرثته ، وكذلك مرسته والاستراس الدنو من الشيء واللزوق به ، وامترست الالسن في الخصومات اذا أخذ بعضها بعضا ، وتمرس بالشيء احتك به ، ومرس الصبي ثدي أمه يمرسه.
قوله (ع) : فأحس أن يقع ويطير
بفتح الهمزة على صيغة المعلوم ، أي أحس من نفسه ذلك ، أو بضمها على البناء للمجهول ، أي أحس ذلك منه ، وفي التنزيل الكريم ( فَلَمّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ) (١).
__________________
(١) سورة آل عمران : ٥٢