ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما؟ فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله عليهالسلام الى الموضع الذي كان سماه له فبينا هو ، اذا بأبي عبد الله عليهالسلام قد أقبل على بغلة له ، فلما بصرت به وقرب مني : هالني منظره وأرعبني حتى بقيت لا أجد شيئا اتفوه به ، ولا انطلق لسانى لما أردت من مناطقته.
ووقف علي أبو عبد الله عليهالسلام مليا ينتظر ما أكلمه ، وكان وقوفه علي لا يزيدني الا تهيبا وتحيرا ، فلما رأى ذلك مني ضرب بغلته وسار حتى دخل بعض السكك في الحيرة.
وتيقنت أن ما أصابني من هيبته لم يكن الا من قبل الله عز وجل من عظم موقعه ومكانه من الرب الجليل.
قال عمر : فانصرف هشام الى أبي عبد الله عليهالسلام وترك مذهبه ودان بدين الحق ، وفاق أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام كلهم ، والحمد لله.
______________________________________________________
قوله : هالنى منظره
من الهول يقال : أمر هائل ، وقد هالني يهولني هو لا وهولني تهويلا ، وهول الامر عندي جعله هائلا ، وفلان ركب أهوال البحر وتهاويله وأرعبني بهمزة القطع افعال من الرعب ، وهو الخوف والفزع والدهش.
قوله : مليا
أي زمانا طويلا غير قصير.
قوله : وتيقنت أن ما أصابنى من هيبته
ويقرب من ذلك أن أبا عبد الله الذهبي مع شدة عناده وكمال تبالغه في العتو والعصبية قال في ميزان الاعتدال وفي مختصره : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي الصادق أبو عبد الله ، احد الائمة الاعلام ، بر صادق كبير الشأن ، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد.