٣٨ ـ علي بن محمد القتيبي قال : حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان قال : حدثنا ابن أبي عمير عن عمر بن يزيد قال : قال سلمان : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اذا حضرك أو أخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح ولا يأكلون الطعام ، ثم أخرج صرة من مسك فقال : هيه أعطانيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : ثم بلها ونضحها حوله ثم
______________________________________________________
هيولى عالم العناصر وتنقاد له صور الاسطقسات (١).
ومن هذا السبيل له المعجزات الفعلية ، فالمرتبة المستجمعة لهذه الخاصيات في درجة النبوة بضروبها الثلاثة.
ثم اذا اشتعلت القوة واستعلت النبوة واختص النبي بسنة قائمة بالقسط وشريعة ناسخة للشرائع ارتفع الى درجة الرسالة ، فاذا قويت له هذه الشئون واستحكمت هذه الملكات واشتدت أشعة الاتصال بنور الأنوار واستكملت الخاصيات الثلاث واستتم نصاب استكمال ضروب الثلاث جدا استحق خاتمية الانبياء وسيدودة المرسلين ، وصار بحيث لا تتصور في مراتب سلسلة العود مرتبة صعودية تتوسط بينه وبين جناب معاد الوجود ومنتهاه ، كما لا تتصور في مراتب سلسلة البدو مرتبة هبوطية تتوسط بين جناب مبدء المبادي وغاية الغايات وبين مجعوله الاول.
واذا كان ذو القوة القدسية انما يتهيأ في الاتصال بعالم الملكوت للسماع من سبيل الباطن فقط من دون أن يبصر شبحا متمثلا ويعاين صورة متشبحة فهو المحدث بالفتح على صيغة المفعول ، وهو الامام والحجة ، وأما غيره فلا يكون محدثا على الحقيقة بل انما على سبيل التجوز والتوسع من باب المجاز فليعلم.
قوله رحمهالله : فقال : هيه اعطانيها رسول الله (ص)
هيه مبنية على الكسر وأصلها « ايه » قلبت همزتها هاء ، ولقد تكررت في الحديث جدا على الاصل وعلى القلب ، وهي كلمة الاستزادة اسما لفعل هو فعل الامر أي زدني من كذا ، أو فعل آخر يدل على ابتغاء الزيادة وطلبها مثل ابتغى زيادة كذا وأريدها وأطلبها مثلا.
__________________
(١) في « س » : الاستقسات.