______________________________________________________
لم استأذن امامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان وأنا أستغفر الله وأتوب اليه (١).
ولهذا الحديث طرق متظافرة عن غير ابن مسعود من طريق ابن عباس ومن طريق عمار بن ياسر ومن طريق أبي ذر ومن عداهم من كبار الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، قد أوردناها ونقلناها عن العامة والخاصة في كتاب شرح التقدمة.
و « أتيت » من المواتاة بمعنى المجازات والمماشاة والمساعفة والمساعدة.
و « جليت » بضم الجيم وتشديد اللام المكسورة على البناء للمفعول ، وأصله جلّلت بلامين مشددة مكسورة وأخرى بعدها ساكنة فاجتمعت ثلاث لا مات فقلبت الاخيرة منها ياء ، كما في التظني والتقضي ومشاكلتهما.
و « عقوبة عملي » منصوبة على أنها منزوعة الخافض.
والمعنى : غطيت بعقوبة عملي فشملتني وعمتني عقوبة ذلك ، كما يشمل الثوب البدن ويغطيه ويعمه.
قال في أساس البلاغة : وجلّله غطاه ، وتجلّل بثوبه تغطي به ، ومن المجاز تجلّله الهم والمرض (٢).
وفي الصحاح : وجلل الشيء تجليلا أي عم ، والمجلل السحاب الذي يجلل الارض بالمطر أي يعم ، وتجليل الفرس أن تلبسه الجل ، وتجلله أي علاه ، وتجلله أي أخذ جلاله (٣).
__________________
(١) شواهد التنزيل : ١ / ٢٠٦ رواه عن طرق مختلفة ، والطرائف : ٣٦ والبحار ٣٨ / ١٥٥
(٢) أساس البلاغة : ٩٨
(٣) الصحاح : ٤ / ١٦٦٠