ليطيب به أحدكم نفسا لصاحبه فاني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول تقتله الفئة الباغية ، فقال معاوية ألا تغني عنا مخبرتك يا بن عمرو فما بالك معنا؟ قال اني معكم ولست
______________________________________________________
المحاربي والحكم الكوفي ابنا عبدل شاعران ، والعبادلة من الصحابة مائتان وعشرون ، واذا اطلقوا أرادوا أربعة ابن عباس وابن عمر وابن عمرو بن العاص وابن الزبير ، وليس منهم ابن مسعود كما توهم الجوهري (١).
قوله : ليطيب به أحدكم نفسا لصاحبه
« نفسا » نصب على التمييز يعنى لتطيب نفس أحدكم بذلك لصاحبه ، بأن يكون قاتل عمار صاحبه لا هو.
وفي نسخة عتيقة « بصاحبه » بالباء مكان اللام ، فيكون الكلام على سياق التهكّم والباء للبدل أو للمجاوزة كما « عن » ، أي ليكن أحد كم طيب النفس بأن يكون هو قاتل عمار بدل صاحبه ، أو بأن يكون سابقا على صاحبه ومجاوزا اياه في قتل عمار ، وصرح بأنه انما قال ذلك تهكّما بقوله « فاني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ».
قال في القاموس في عد معاني الباء : وللبدل فليت لي بهم قوما اذا ركبوا شنوا الاغارة فرسانا وركبانا ، وللمقابلة اشتريته بألف وكافأته بضعف احسانه ، وللمجاوزة كعن وقيل : تختص بالسؤال ( فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً ) أو لا تختص نحو ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ ) و ( ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) (٢).
قوله : ألا تغنى عنا مخبرتك يا بن عمرو
« تغنى » بضم حرف المضارعة للخطاب على الافعال من غني بالمكان كفرح فهو غان ، أي أقام به فهو مقيم فيه ، وهمزة الافعال للإزالة والسلب ، والمعنى اما تصرف وتنحي عنا.
__________________
(١) القاموس : ٤ / ١١
(٢) القاموس : ٤ / ٤٠٨ والآيات على الترتيب سورة الفرقان : ٥٩ ، و ٢٥ ، وسورة الانفطار : ٦