الكتاب
( بَقَرَةٌ صَفْراءُ ) أَي ذَاتُ لونٍ أَصَفَر
، حتَّى قَرْنُها وظِلْفُها أَصْفَرانِ. وعن وَهْبٍ : إذا نَظَرْتَ إليها خُيِّل
إليكَ أنَّ شُعاعَ الشَّمسِ يَخْرُجُ من جِلْدِها ؛ وهو مَعْنَى ( فاقِعٌ
لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) .
وعن الحَسَنِ : ( صَفْراءُ
فاقِعٌ لَوْنُها ) سَوْدَاءُ شَدِيدَةُ السَّوَادِ .
ورُدَّ : بأَنَ الصُّفْرَةَ
إِنَّما تُوصَفُ بهَا سُودُ الإِبلِ لا البَقَرِ ، وبأَنَّ التّأكيدَ بالفُقُوعِ
يَدْفَعُهُ ، وبأَنَّهُ لا سُرورَ في لَونِ السَّوادِ.
وأُجيبَ :
بأَنَّهُ على الاستعارَةِ ، والفُقوعُ تَرْشِيحٌ ، والسَّوادُ البَصِيصِيُّ ليسَ
كغَيْرِهِ ؛ فهو يَسُرُّ النَّاظِرينَ ببَرِيقِهِ ولَمَعَانِهِ.
( وَلَئِنْ أَرْسَلْنا
رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا ) أَي رِيحاً تَضْرِبُ زُرُوعَهُم بالصُّفَارِ ، فَرأَوا
النَّباتَ مُصْفَرّاً بَعْدَ الخُضْرَةِ والنَّضَارَةِ ، أَو رأَوا السَّحابَ مُصْفَرّاً
؛ لأَنّه إذا كانَ كذلكَ لم يكن فيهِ مَطَرٌ.
( كَأَنَّهُ جِمالاتٌ صُفْرٌ ) جِمَالٌ صُفْرٌ ، لأَنّ الشَّرَرَ إِذا تَطَاير كانَ أَصْفَرَ
فَاقِعاً. وقيل : صُفْرٌ ؛ أَي سُودٌ تَضرِبُ إلى الصُّفرةِ ؛ لأنَّ الشَّرَرَ
إِذا تَطايرَ فسَقَطَ وفيهِ بقيَّةُ من لَونِ ( النّار ) [ كان ] أَشبَهَ شيءٍ
بالجَمَلِ الأَسوَدِ الّذي يَشُوبُهُ شيءٌ من الصُّفْرةِ.
الأثر
( [ فَدَعَتْ ] بصُفْرَةٍ
) كغُرْفَةٍ ؛
__________________