محمّد بن عيسى بن عبد اللّه الأشعري ، أخبرني عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن
__________________
فيفهم منه أنّه خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي من بيت بالكوفة من جعفى يقال لهم : بنو أبي سبرة. وقد عدّه (جخ) في (قر) ، و (ق) ، بلفظ : خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي .. وذكره علي بن أحمد العقيقي أيضا بذاك اللفظ قائلا : كان فاضلا ..
أقول : خيثمة الذي يروي عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام هو الذي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام : ١٢٠ برقم ٣ ، فقال : خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي أبو عبد الرحمن ، وفي صفحة : ١٨٧ برقم ٤٠ في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، قال : خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي ، ومن المعلوم أنّ المترجم له يروي عنه محمّد بن عيسى الذي هو من أصحاب الإمام الرضا والهادي والعسكري عليهم السلام ، والذي ذكره الشيخ في رجاله هو من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ومن يروي عن الإمام العسكري لا بدّ وأن تكون روايته عن الإمام الرضا عليه السلام في ريعان شبابه ، ومن المعلوم أنّ أول إمامة الإمام الباقر عليه السلام يوم شهادة أبيه الإمام السجاد عليه السلام سنة ٩٥ ، وأوّل إمامة الإمام الصادق عليه السلام سنة ١١٦ وشهادته سنة ١٤٨ ، وأول إمامة الإمام الحسن العسكري عليه السلام سنة ٢٥٤ ، فإذا كان خيثمة الراوي عن الإمام الباقر عليه السلام متحدا مع الراوي عن الإمام الرضا والهادي والعسكري عليهم السلام لزم أن يكون عمره مائة وتسع وخمسون سنة ، هذا إن قلنا أنّ صحبته للإمام الباقر عليه السلام كان في العشرين من عمره ، وصحبته للعسكري عليه السلام كان في أول إمامته وآخر سنة من وفاة خيثمة ، ولم يعهد هذا العمر لرواتهم عليهم السلام ، وبهذا يتّضح جليّا أنّ خيثمة الذي عنونه النجاشي غير خيثمة الذي هو من أصحاب الإمام الرضا والهادي والعسكري عليهم السلام ، فاعتراض هذا المعاصر ساقط نشأ من تسرّعه أو غفلته.
ثم قال : ولعلّه أطلقه لأنّه من كتابه وأخباره مطلق كما في خبر (في) في باب إطلاق القول بأنّه شيء ، وخبره في باب زيارة الإخوان ورواه الاختصاص ..
أقول : اتّضح ممّا ذكرناه أنّ الراوي عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام هو : خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي الذي صرّح الشيخ بأنّه من أصحابهما ، وليس المترجم هنا الراوي عنه محمّد بن عيسى بن عبيد الأشعري ، والذي وصفه العقيقي ؛ بأنّه فاضل هو ابن عبد الرحمن ، وليس المترجم ، فتفطن ، وسوف يتّضح ذلك في ترجمة ابن عبد الرحمن ، فراجع إن شئت.