قال : فالله أولى أن یوکل على عباده وبلاده من غیره؛ لأن من إجماع
الأمة أنه من أحدث حدثاً فی
فإن فعل فائم غارم .
ملک غیره فهو ضامن ، ولیس له أن یحدث ،
ثم قال : خبرونی عن النبی عل الله هل استخلف حین مضى أم لا،
فقالوا : لم یستخلف . قال : فترکه ذلک هدى أم صلال ؟ قالوا : هدى .
قال : فعلى الناس أن یتبعوا الهدى، ویترکوا الباطل ، ویتنکبوا
الضلال .
قالوا : قد فعلوا ذلک .
قال : فلِمَ استخلف الناس بعده وقد ترکه هو، فترک فعله ضلال ومحال أن یکون خلاف الهدى هدى ، وإذا کان ترک الاستخلاف هدى فَلِمَ
استخلف أبو بکر ولم یفعله النبی
؟ وَلِمَ جعل عمر
بین المسلمین خلافاً على صاحبه ؟ لأنّکم
الأمر بعده شورى زعمتم أن النبی النبی علیه والله
لم یستخلف، وأن أبا بکر استخلف ، وعمر لم یترک الاستخلاف کما ترکه صلى الله النبی عل الله بزعمکم ، ولم یستخلف کما فعل أبو بکر، وجاء بمعنى ثالث . فخبرونی أیّ ذلک ترونه صواباً ؟ فإن رأیتم فعل النبی الله صواباً فقد
خطأتم (٢) أبا بکر ، وکذلک القول فی بقیة الأقاویل صل الله وخبرونی أیهما أفضل، ما فعله النبی له بزعمکم من ترک
الاستخلاف ، أو ما صنعت طائفة من الاستخلاف ؟
وخبرونی هل یجوز أن یکون ترکه من الرسول الله هدى ، وفعله
(١) کلمة ( لأنکم) لم ترد فی النسخ المخطوطة والحجریة . (۲) فی المطبوع : أخطأتم .