مِن دُونِ اللَّهِ) (۱) والله ، ما صاموا لهم ولا صلوا لهم ، ولکنّهم أمروا لهم
.فأطیعوا .
ثم قال : أتروی قول النبی الله الله العلی الله : «أنت منی بمنزلة هارون
من موسى ؟ قلت : نعم .
قال : أما تعلم أن هارون أخو أن هارون أخو موسى لأبیه وأمه ؟ قلت : بلى . قال : فعلی لها کذلک ؟ قلت : لا
قال : وهارون نبی ولیس علیّ کذلک ، فما المنزلة الثالثة إلا الخلافة ؟ وهذا کما قال المنافقون : إنّه استخلفه استثقالاً له، فأراد أن یطیب بنفسه ، وهذا کما حکى الله تعالى عن موسى الله حیث یقول لهارون : اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ) (۲) فقلت : إن موسى صلى الله هارون فی قومه وهو حیّ ، ثمّ مضى إلى میقات ربّه تعالى ، وإن النبی علی الله خلف علیا الله حین خرج إلى غزاته
فقال : أخبرنی عن موسى حین خلّف هارون أکان معه حیث مضى إلى میقات ربّه عزّ وجلّ أحد من أصحابه ؟ فقلت : نعم .
قال : أو لیس قد استخلفه على جمیعهم ؟ قلت : بلى .
قال : فکذلک على الهلال خلفه النبی عل الله حین خرج إلى غـزاتـه فـی الضعفاء والنساء والصبیان إذ کان أکثر قومه معه وإن کان قد جعله خلیفته على جمیعهم، والدلیل على أنه جعله خلیفته علیهم فی حیاته إذا غاب وبعد موته قوله عل الله : «على منی بمنزلة هارون من موسى، ، إلا أنه لا نبی بعدی»، وهو وزیر النبی الله أیضاً بهذا القول؛ لأن موسى الالالا قد دعا الله
(۱) سورة التوبة ٩ : ۳۱ (۲) سورة الأعراف ٧: ١٤٢ .