النساء کأنّهنّ القواریر رقّة ، وقوله الا الله : رکبت فرس أبی طلحة فوجدته بحراً أی کأنه بحر من کثرة جریه وعدوه ، وکقول الله تعالى: ﴿وَیَأْتِیهِ الْمَوْتُ مِن کُلِّ مَکَانٍ وَمَا هُوَ بِمَیِّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِیظٌ ) ( أی کأنه یأتیه الموت ، ولو أتاه من مکان واحد لمات . ثم قال : یا إسحاق ، ألست ممّن یشهد أنّ العشرة فی الجنّة ؟ فقلت :
بلی .
قال : أرأیت لو أنّ رجلاً قال : ما أدری أصحیح هذا الحدیث أم لا ؟
أکان عندک کافراً ؟ قلت : لا
قال : أفرأیت لو قال : ما أدری أهذه السورة قرآن أم لا ؟ أکان عندک
کافراً ؟ قلت : بلى .
النبی
قال : أرى فضل الرجل یتأکد ، خبّرنی - یا إسحاق ـ عـن حـدیث الطائر المشوی ، أصحیح عندک ؟ قلت : بلى ؟ قال : بان - والله - عنادک ، لا یخلو هذا من أن یکون کما دعا (٢) أو یکون مردوداً ، أو عرف الله الفاضل من خلقه ، وکان المفضول أحب إلیه ، أو تزعم أن الله لم یعرف الفاضل من المفضول ، فأی الثلاث أحب إلیک أن تقول به ؟ قال إسحاق : فأطرقت ساعة، ثمّ قلت : یا أمیر المؤمنین ، إن الله تعالى یقول فی أبی بکر : ثَانِیَ اثْنَیْنِ إِذْ هُمَا فِی الْغَارِ إِذْ یَقُولُ لِصَحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ (۳) فنسبه الله عزّ وجل إلى صحبة نبیه الا الله.
(١) سورة إبراهیم ١٤ : ١٧
(۲) فی المطبوع : دعاه (۳) سورة التوبة ۹: ۳۷ .