متعلق حرف الابتداء، كما أنه بنفسه متعلق حرف الاستعلاء.
ولا يجب أن يكون مدخول حرف الابتداء مبدأ ومنشأ المتعلقه، حتى يقال : إن الاستقرار على اليقين لا ينشأ من الوضوء، بل كلمة (من) كما أشرنا إليه في أواخر البراءة - لمجرد اقتطاع متعلقه عن مدخوله والمبدأية والمنشأية والتبعيض وأشباه ذلك يستفاد من الخارج .
ومما يشهد لعدم تعلق هذه الكلمة باليقين إن مادة اليقين تتعدى بـ (الباء) لا بـ (من)، فيقال: أيقن به، واستيقن به و متیقن به بل سنخ هذا التركيب يتعدى بـ (من) دائماً فيقال على سلامة من دينه، وعلى بصيرة من أمره، وفي ريب مما أنزلناه، مع أن البصيرة تتعدى بـ (الباء)، والريب يتعدى بـ (في)، والسلامة وإن كانت تتعدى بـ (من) لكنه بالاضافة إلى ما يسلم منه من الآفات والعيوب ونحوها، لا بالاضافة إلى الموصوف بالسلامة، والدين مما يوصف بأنه سالم لا بالسلامة منه .
فيظهر أن كلمة (من) ليست واسطة في تعدي اليقين والبصيرة والريب والسلامة بمدخولها، بل متعلقة بالاستقرار على اليقين والبصيرة والسلامة ونحوها. فيراد كون الشخص على اليقين من حيث الوضوء، وعلى السلامة من حيث الدين وهكذا.
وعليه فاليقين بحسب فرض الكلام، لم يتعلق بشيء حتى يتخصص به، وإن كان في الواقع متعلقاً به، كما هو كذلك في جميع الصفات الاضافية، فانها تعلقية.
ويمكن أن يقال - بناء على تعلق من وضوئه باليقين : ان تغيير الاسلوب فيه ، وفي أمثاله - حيث أن بعضها يتعدى بـ ( الباء ) وبعضها بـ (في) وبعضها بغيرهما لأجل أن لحاظ المبدأية والمنشأية في المدخول يوجب تمحض اليقين، وعدم تعلقه بشيء يخصصه، فان تعلق الشيء بمبدئه غير تعلق الفعل بمفعوله، فلعل إعمال هذه النكتة التجريد التين عن الخصوصية ليترتب عليه الكلية .
بل يمكن أن يقال بمبدئية الوضوء - فيما نحن فيه لليقين حقيقة لا تنزيلاً، لأن الأمور الخارجية القائمة - بغير المتيقن - لا يقين بها الا باسباب مؤدية إليه، من الابصار في المبصرات، والاستماع في المسموعات، أو التواتر وغيره " في جملة منها .
بخلاف الأمور القائمة بشخص المتيقن، فان ما يقوم بنفسه المجردة - من الصفات
(۱) ج ١ : التعليقة : ١١٥ مبحث تعذر الجزء والشرط .
(۲) كما الخبر المحفوف بالتمرينة .