اَلْغَلِيظَةِ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ جَلَّ
ذِكْرُهُ يُجِيرُ وَ لاَ يُجَارُ عَلَيْهِ، وَ تَوَجَّهْ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى
بِالْعُدَّةِ وَ اَلذَّخِيرَةِ لِلشَّدَائِدِ وَ اَلْأُمُورِ اَلْعَظِيمَةِ،
مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ آلِهِمَا اَلْأَئِمَّةِ اَلْهَادِينَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ
عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
قَالَ أَبُو اَلْعَبَّاسِ:
فَانْصَرَفْتُ إِلَى مَوْضِعِيَ اَلَّذِي أُنْزِلْتُ فِيهِ فِي حَالَةٍ عَظِيمَةٍ
مِنَ اَلْإِيَاسِ مِنَ اَلْحَيَاةِ وَ اِسْتِشْعَارِ اَلْهَلَكَةِ، فَاغْتَسَلْتُ
وَ لَبِسْتُ ثِيَاباً جَعَلْتُهَا كَفَنِي، وَ أَقْبَلْتُ عَلَى اَلْقِبْلَةِ،
فَجَعَلْتُ أُصَلِّي وَ أُنَاجِي رَبِّي، وَ أَتَضَرَّعُ وَ أَعْتَرِفُ
بِذُنُوبِي، وَ أَتُوبُ مِنْهَا ذَنْباً ذَنْباً، وَ تَوَجَّهْتُ إِلَى اَللَّهِ
بِمُحَمَّدٍ، وَ عَلِيٍّ، وَ فَاطِمَةَ، وَ اَلْحَسَنِ، وَ اَلْحُسَيْنِ، وَ
عَلِيٍّ، وَ مُحَمَّدٍ، وَ جَعْفَرٍ، وَ مُوسَى، وَ عَلِيٍّ، وَ مُحَمَّدٍ، وَ
عَلِيٍّ، وَ اَلْحَسَنِ، وَ اَلْحُجَّةِ لِلَّهِ فِي أَرْضِهِ، اَلْمَأْمُولِ
لِإِحْيَاءِ دِينِهِ، صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
قَالَ: وَ لَمْ أَزَلْ فِي اَلْمِحْرَابِ
قَلِقاً أَتَضَرَّعُ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ
أَسْتَغِيثُ بِهِ، وَ أَقُولُ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، أَتَوَجَّهُ بِكَ
إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى، يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى
اَللَّهِ تَعَالَى رَبِّكَ وَ رَبِّي فِي مَا دَهِمَنِي وَ أَظَلَّنِي.
وَ لَمْ أَزَلْ أَقُولُ هَذَا وَ
شِبْهَهُ مِنَ اَلْكَلاَمِ إِلَى أَنِ اِنْتَصَفَ اَللَّيْلُ، وَ جَاءَ وَقْتُ
اَلصَّلاَةِ وَ اَلدُّعَاءِ، وَ أَنَا أَسْتَغِيثُ إِلَى اَللَّهِ وَ أَتَوَسَّلُ
إِلَيْهِ بِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، إِذْ نَعَسَتْ عَيْنِي
فَرَقَدْتُ، فَرَأَيْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقَالَ
لِي: «يَا اِبْنَ كِشْمَرْدَ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ
اَلْمُؤْمِنِينَ.
فَقَالَ: «مَا لِي أَرَاكَ عَلَى هَذِهِ
اَلْحَالَةِ» ؟
فَقُلْتُ: يَا مَوْلاَيَ أَمَا يَحِقُّ
لِمَنْ يُقْتَلُ صَبَاحَ هَذِهِ اَللَّيْلَةِ-غَرِيباً عَنْ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ،
بِغَيْرِ وَصِيَّةٍ يُسْنِدُهَا إِلَى مُتَكَفِّلٍ بِهَا-أَنْ يَشْتَدَّ قَلَقُهُ
وَ جَزَعُهُ؟ !
فَقَالَ: «تَحُولُ كِفَايَةُ اَللَّهِ
وَ دِفَاعُهُ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اَلَّذِي يُوَعِّدُكَ فِي مَا أَرْصَدَكَ بِهِ
مِنْ سَطَوَاتِهِ، اُكْتُبْ: