زيارة ثانية لمولانا صاحب الزمان
صلوات اللّه عليه
و هي المعروفة بالندبة،
خَرَجَتْ مِنَ اَلنَّاحِيَةِ اَلْمَحْفُوفَةِ بِالْقُدْسِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحِمْيَرِيِّ رَحِمَهُ اَللَّهُ، وَ أَمَرَ أَنْ تُتْلَى فِي اَلسِّرْدَابِ اَلْمُقَدَّسِ وَ هِيَ:
بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ
لاَ لِأَمْرِ اَللَّهِ تَعْقِلُونَ، وَ لاَ مِنْ أَوْلِيَائِهِ، تَقْبَلُونَ، حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ عَنْ قَوْمٍ لاَ يُؤْمِنُونَ، وَ اَلسَّلاَمُ عَلَيْنَا وَ عَلَى عِبَادِ اَللَّهِ اَلصَّالِحِينَ. سَلاَمٌ عَلَى آلِ يس ذَلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْمُبِينُ، وَ اَللَّهُ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ لِمَنْ يَهْدِيهِ صِرَاطَهُ اَلْمُسْتَقِيمَ، قَدْ آتَاكُمُ اَللَّهُ يَا آلَ يس خِلاَفَتَهُ، وَ عَلَّمَ مَجَارِيَ أَمْرِهِ، فِي مَا قَضَاهُ وَ دَبَّرَهُ وَ رَتَّبَهُ وَ أَرَادَهُ فِي مَلَكُوتِهِ، فَكَشَفَ لَكُمُ اَلْغِطَاءَ. وَ أَنْتُمْ خَزَنَتُهُ وَ شُهَدَاؤُهُ، وَ عُلَمَاؤُهُ وَ أُمَنَاؤُهُ، وَ سَاسَةُ اَلْعِبَادِ، وَ أَرْكَانُ اَلْبِلاَدِ، وَ قُضَاةُ اَلْأَحْكَامِ، وَ أَبْوَابُ اَلْإِيمَانِ، وَ سُلاَلَةُ اَلنَّبِيِّينَ، وَ صَفْوَةُ اَلْمُرْسَلِينَ، وَ عِتْرَةُ خِيَرَةِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ. وَ مِنْ تَقْدِيرِهِ مَنَائِحَ اَلْعَطَاءِ بِكُمْ إِنْفَاذُهُ مَحْتُوماً مَقْرُوناً، فَمَا شَيْءٌ مِنَّا إِلاَّ وَ أَنْتُمْ لَهُ اَلسَّبَبُ وَ إِلَيْهِ اَلسَّبِيلُ، خِيَارُهُ لِوَلِيِّكُمْ نِعْمَةٌ، وَ اِنْتِقَامُهُ مِنْ عَدُوِّكُمْ سَخْطَةٌ، فَلاَ نَجَاةَ وَ لاَ مَفْزَعَ إِلاَّ أَنْتُمْ، وَ لاَ مَذْهَبَ عَنْكُمْ يَا أَعْيُنَ اَللَّهِ اَلنَّاظِرَةَ، وَ حَمَلَةَ مَعْرِفَتِهِ، وَ مَسَاكِنَ تَوْحِيدِهِ فِي أَرْضِهِ وَ سَمَائِهِ.
وَ أَنْتَ-يَا مَوْلاَيَ وَ يَا حُجَّةَ اَللَّهِ وَ بَقِيَّتَهُ-كَمَالُ نِعْمَتِهِ، وَ وَارِثُ أَنْبِيَائِهِ وَ خُلَفَائِهِ مَا بَلَغْنَاهُ مِنْ دَهْرِنَا، وَ صَاحِبُ اَلرَّجْعَةِ لِوَعْدِ رَبِّنَا اَلَّتِي فِيهَا دَوْلَةُ اَلْحَقِّ وَ فَرَجُنَا، وَ نُصْرَةُ اَللَّهِ لَنَا وَ عِزُّنَا.
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلْعَلَمُ اَلْمَنْصُوبُ، وَ اَلْعِلْمُ اَلْمَصْبُوبُ، وَ اَلْغَوْثُ وَ اَلرَّحْمَةُ اَلْوَاسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ.