اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ اِبْنَ وَصِيِّهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ يَا مُوسَى اِبْنَ جَعْفَرٍ وَ رَحْمَةُ اَللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اَللَّهِ مَا حَمَلَكَ، وَ حَفِظَتَ مَا اِسْتَوْدَعَكَ، وَ حَلَلْتَ حَلاَلَ اَللَّهِ، وَ حَرَّمْتَ حَرَامَ اَللَّهِ، وَ أَقَمْتَ أَحْكَامَ اَللَّهِ، وَ تَلَوْتَ كِتَابَ اَللَّهِ، وَ صَبَرْتَ عَلَى اَلْأَذَى فِي جَنْبِ اَللَّهِ، وَ جَاهَدْتَ فِي اَللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى أَتَاكَ اَلْيَقِينُ. وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ آبَاؤُكَ اَلطَّاهِرُونَ، وَ أَجْدَادُكَ اَلطَّيِّبُونَ، اَلْأَوْصِيَاءُ اَلْهَادُونَ، اَلْأَئِمَّةُ اَلْمَهْدِيُّونَ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمًى عَلَى هُدًى، وَ لَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى بَاطِلٍ. وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ أَنَّكَ أَدَّيْتَ اَلْأَمَانَةَ، وَ اِجْتَنَبْتَ اَلْخِيَانَةَ، وَ أَقَمْتَ اَلصَّلاَةَ وَ آتَيْتَ اَلزَّكَاةَ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَيْتَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، وَ عَبَدْتَ اَللَّهَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتَّى أَتَاكَ اَلْيَقِينُ، فَجَزَاكَ اَللَّهُ عَنِ اَلْإِسْلاَمِ وَ أَهْلِهِ أَفْضَلَ اَلْجَزَاءِ وَ أَشْرَفَ اَلْجَزَاءِ.
أَتَيْتُكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُحْتَمِلاً لِعِلْمِكَ، مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكَ، عَائِذاً بِقَبْرِكَ، لاَئِذاً بِضَرِيحِكَ، مُسْتَشْفِعاً بِكَ إِلَى اَللَّهِ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، وَ بِالْهُدَى اَلَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، عَالِماً بِضَلاَلَةِ مَنْ خَالَفَكَ وَ بِالْعَمَى اَلَّذِي هُمْ عَلَيْهِ.
بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي وَ نَفْسِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ، أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِزِيَارَتِكَ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى، وَ مُسْتَشْفِعاً بِكَ إِلَيْهِ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، وَ يَعْفُوَ عَنْ جُرْمِي، وَ يَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِي، وَ يَمْحُوَ عَنِّي خَطِيئَاتِي، وَ يُدْخِلَنِي اَلْجَنَّةَ، وَ يَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَ يَغْفِرَ لِي وَ لآِبَائِي وَ لِإِخْوَانِي وَ أَخَوَاتِي وَ لِجَمِيعِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُؤْمِنَاتِ فِي مَشَارِقِ اَلْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا بِفَضْلِهِ وَ جُودِهِ وَ مَنِّهِ.
ثُمَّ تَنْكَبُّ عَلَى اَلْقَبْرِ وَ تُقَبِّلُهُ، وَ تَعْفِرُ خَدَّيْكَ عَلَيْهِ، وَ تَدْعُو بِمَا تُرِيدُ.