بِهِ لَدَيْكَ، وَ اِجْعَلْهَا نَجَاتِي مِنَ اَلنَّارِ، وَ سُوءِ هَذِهِ اَلدَّارِ، وَ حَطِيطَةً لِذُنُوبِي وَ اَلْآصَارِ، يَا عَالِمَ اَلْخَفَايَا وَ اَلْأَسْرَارِ.
إِلَهِي إِنِّي اِمْتَطَيْتُ إِلَيْكَ اَلْمَهَانَةَ، وَ اِدَّرَعْتُ اَلْمَثَابَةَ، لَأْياً بَعْدَ لَأْيٍ ١، فِي غُدُوِّي وَ مَسَائِي، إِلَى أَئِمَّتِي وَ أَوْلِيَائِي، فَابْعَثْنِي فِي أُسْرَتِهِمْ، وَ اُحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ، يَوْمَ أُدْعَى مِنَ اَلْحَافِرَةِ، لِحُضُورِ اَلسَّاهِرَةِ، وَ مَوْقِفِ اَلْحِسَابِ وَ اَلْآخِرَةِ.
ثُمَّ عَفَّرَ خَدَّيْهِ يَتَضَرَّعُ وَ يَبْكِي وَ قَالَ: يَا ذَا اَلْجَلاَلِ وَ اَلْإِكْرَامِ، يَا ذَا اَلْحَوْلِ وَ اَلطَّوْلِ، نَجِّنِي مِنْ خَطَلِ اَلْعَمَلِ وَ اَلْقَوْلِ، وَ آمِنِّي يَوْمَ اَلْفَزَعِ وَ اَلْهَوْلِ.
ثُمَّ جَلَسَ وَ هُوَ يُهَيْنِمُ ٢بِمَا لَمْ أَفْهَمْهُ، ثُمَّ قَامَ فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ قَالَ:
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَ عَلَى مَنِ اِتَّبَعَكَ وَ شَهِدَ اَلْمَعْرَكَةَ مَعَكَ، وَ اَلْوَارِدِينَ مَصْرَعَكَ، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً، أَتَيْتُكَ زَائِراً يَا وَلِيَّ اَللَّهِ وَ اِبْنَ وَلِيِّهِ وَ وَصِيَّ نَبِيِّهِ، وَ اِنْصَرَفْتُ مُوَدِّعاً غَيْرَ سَئِمٍ وَ لاَ قَالٍ، فَاجْعَلْنِي مِنْكَ بِبَالٍ.
ثُمَّ اِنْصَرَفَ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا وَ مَضَى، وَ لَمْ أُكَلِّمْهُ وَ لاَ كَلَّمَنِي ٣.
١) لأيا بعد لاي: بعد شدة و ابطاء. انظر الصحاح-أي-٦:٢٤٧٨.
٢) يهينم: الهينمة: الصوت الخفي. انظر الصحاح-هنم-٥:٢٠٦٢.
٣) نقلها المجلسي في بحار الأنوار ١٠١:٢٢٧/٣٥.