فَإِذَا أَرَدْتَ اَلْوَدَاعَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ قُلْ:
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ اَلْأَنَامِ لِأَكْرَمِ إِمَامٍ وَ أَكْرَمِ رَسُولٍ، وَلِيُّكَ يُوَدِّعُكَ تَوْدِيعَ غَيْرِ قَالٍ وَ لاَ سَئِمٍ لِلْمُقَامِ لَدَيْكَ، وَ لاَ مُؤْثِرٍ لِغَيْرِكَ عَلَيْكَ، وَ لاَ مُنْصَرِفٍ لِمَا هُوَ أَنْفَعُ لَهُ مِنْكَ، تَوْدِيعَ مُتَأَسِّفٍ عَلَى فِرَاقِكَ، وَ مُتَشَوِّقٍ إِلَى عَوْدِ لِقَائِكَ، وَدَاعَ مَنْ يَعُدُّ اَلْأَيَّامَ لِزِيَارَتِكَ، وَ يُؤْثِرُ اَلْغُدُوَّ وَ اَلرَّوَاحَ إِلَيْكَ، وَ يَتَلَهَّفُ عَلَى اَلْقُرْبِ مِنْكَ، وَ مُشَاهَدَةِ نَجْوَاكَ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْكَ مَا اِخْتَلَفَ اَلْجَدِيدَانِ، وَ تَنَاوَحَ اَلْعَصْرَانِ، وَ تَعَاقَبَ اَلْأَيَّامُ.
ثُمَّ اِنْكَبَّ عَلَى اَلْقَبْرِ وَ قُلْ:
يَا مَوْلاَيَ مَا تَرْوَى اَلنَّفْسُ مِنْ مُنَاجَاتِكَ، وَ لاَ يَقْنَعُ اَلْقَلْبُ إِلاَّ بِمُجَاوَرَتِكَ، فَلَوْ عَذَرْتَنِي اَلْحَالَ اَلَّتِي وَرَائِي لَتَرَكْتُهَا وَ لاَسْتَبْدَلْتُ بِهَا جِوَارَكَ. فَمَا أَسْعَدَ مَنْ يُغَادِيكَ وَ يُرَاوِحُكَ، وَ مَا أَرْغَدَ عَيْشَ مَنْ يُمْسِيكَ وَ يُصْبِحُكَ!
اَللَّهُمَّ اُحْرُسْ هَذِهِ اَلْآثَارَ مِنَ اَلدُّرُوسِ، وَ أَدِمْ لَهَا مَا هِيَ عَلَيْهِ مِنَ اَلْأُنْسِ وَ اَلْبَرَكَاتِ وَ اَلسُّعُودِ، وَ مُوَاصَلَةِ مَا كَرَّمْتَهَا بِهِ مِنْ زُوَّارِ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلْمَلاَئِكَةِ وَ اَلْوَافِدِينَ إِلَيْهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ سَاعَةٍ، وَ اُعْمُرِ اَلطَّرِيقَ بِالزَّائِرِينَ لَهَا، وَ آمِنْ سُبُلَهَا إِلَيْهَا.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ اَلْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِهِمْ، وَ إِتْيَانِ مَشَاهِدِهِمْ، إِنَّكَ وَلِيُّ اَلْإِجَابَةِ، يَا كَرِيمُ ١.
١) نقلها المجلسي في البحار ١٠١:٢٣١/٣٨.