ذكر وداع علي بن الحسين عليه السّلام
و من هناك من الشهداء رحمة اللّه عليهم
ثُمَّ حَوِّلْ وَجْهَكَ إِلَى قُبُورِ اَلشُّهَدَاءِ وَ وَدِّعْهُمْ وَ قُلْ:
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اَللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ، اَللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ اَلْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاهُمْ، وَ أَشْرِكْنِي مَعَهُمْ فِي صَالِحِ مَا أَعْطَيْتَهُمْ عَلَى نَصْرِهِمْ اِبْنَ نَبِيِّكَ وَ حُجَّتَكَ عَلَى خَلْقِكَ، وَ جِهَادِهِمْ مَعَهُ. اَللَّهُمَّ اِجْمَعْنَا وَ إِيَّاهُمْ فِي جَنَّتِكَ مَعَ اَلشُّهَدَاءِ وَ اَلصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً. أَسْتَوْدِعُكُمُ اَللَّهَ وَ أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ اَلسَّلاَمَ، اَللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي اَلْعَوْدَ إِلَيْهِمْ، وَ اُحْشُرْنِي مَعَهُمْ، يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ.
ثُمَّ اُخْرُجْ وَ لاَ تُوَلِّ وَجْهَكَ عَنِ اَلْقَبْرِ حَتَّى يَغِيبَ عَنْ مُعَايَنَتِكَ، وَ قِفْ بِالْبَابِ مُتَوَجِّهاً إِلَى اَلْقِبْلَةِ وَ قُلْ:
اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ بِالشَّأْنِ اَلَّذِي جَعَلْتَهُ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تَتَقَبَّلَ عَمَلِي، وَ تَشْكُرَ سَعْيِي، وَ تُعَرِّفَنِيَ اَلْإِجَابَةَ فِي جَمِيعِ دُعَائِي، وَ لاَ تُخَيِّبْ سَعْيِي، وَ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ اَلْعَهْدِ مِنِّي لَهُ، وَ اُرْدُدْنِي إِلَيْهِ بِبِرٍّ وَ تَقْوَى، وَ عَرِّفْنِي بَرَكَةَ زِيَارَتِهِ فِي اَلدِّينِ وَ اَلدُّنْيَا، وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ اَلْوَاسِعِ اَلْفَاضِلِ اَلْمُفْضِلِ اَلطَّيِّبِ، وَ اِرْزُقْنِي رِزْقاً وَاسِعاً حَلاَلاً كَثِيراً عَاجِلاً، صَبّاً صَبّاً، مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَ لاَ مَنٍّ مِنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَ اِجْعَلْهُ وَاسِعاً مِنْ فَضْلِكَ، كَثِيراً مِنْ عَطِيَّتِكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَ سْئَلُوا اَللّ?هَ مِنْ فَضْلِهِ ١فَمِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ، وَ مِنْ عَطِيَّتِكَ أَسْأَلُ، وَ مِنْ يَدِكَ اَلْمَلْأَى أَسْأَلُ، فَلاَ تَرُدَّنِي خَائِباً فَإِنِّي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْ لِي وَ عَافِنِي إِلَى مُنْتَهَى أَجَلِي. وَ اِجْعَلْ لِي فِي كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَهَا عَلَى عِبَادِكَ أَوْفَرَ نَصِيبٍ،
١) النّساء ٤:٣٢.