الفصل السادس
في فضل زيارات أمير المؤمنين عليه أفضل السّلام،
منقولة لسائر الشهور و الأيام، و ما يتبعها، و ذكر مقدمات لذلك إذا وفقك اللّه لعمل ما أومأنا إليه، و أردت التوجه إلى محله الشريف صلوات اللّه عليه، أو محل غيره من الأطهار، فاشعر قلبك عوائد الأبرار، و ذكّره أنك متوجه إلى مولى كريم على ربه، و مقصود قرن اللّه حبه بحبه، و انزع لباس ما يكرهه و يأباه، و البس للقائه ثوب طاعته و رضاه، و اعلم أن اللّه تعالى يعلم سرك و نجواك، و يبلغه قصدك و مسعاك، فينزلك من ساكنه و تكريمه، على قدر إخلاصك في تعظيمه، و ليكن توجهك على غسل للزيارة مع السكينة و الوقار، و استحياء للملك الجبار، و خوف من عدم القبول مع حسن ظن يقربك من المأمول.
و ليكن قصدك التقرب إلى اللّه جل جلاله بزيارته و زيارة آدم و نوح عليهم السّلام، فإنهم في ضريح واحد كما
رَوَى اَلْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ اَلْجُعْفِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَشْتَاقُ إِلَى اَلْغَرِيِّ.
قَالَ: «فَمَا شَوْقُكَ إِلَيْهِ؟»
فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزُورَ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ.
فَقَالَ: «هَلْ تَعْرِفُ فَضْلَ زِيَارَتِهِ؟»
فَقُلْتُ: لاَ-يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ-إِلاَّ أَنْ تُعَرِّفَنِي ذَلِكَ.
قَالَ: «إِذَا زُرْتَ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَاعْلَمْ أَنَّكَ زَائِرٌ عِظَامَ آدَمَ وَ بَدَنَ