ذكر الصلاة و الدعاء في مسجد غني
تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَقُلْ:
سَيِّدِي سَيِّدِي، هَذِهِ يَدَايَ قَدْ مَدَدْتُهُمَا إِلَيْكَ بِالذُّنُوبِ مَمْلُوءَةً، وَ عَيْنَايَ بِالرَّجَاءِ إِلَيْكَ مَمْدُودَةً، وَ حَقٌّ لِمَنْ دَعَاكَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلاً أَنْ تُجِيبَهُ بِالْكَرَمِ تَفَضُّلاً. سَيِّدِي أَ مِنْ أَهْلِ اَلشَّقَاءِ خَلَقْتَنِي فَأُطِيلَ بُكَائِي؟ أَمْ مِنْ أَهْلِ اَلسَّعَادَةِ خَلَقْتَنِي فَأَنْشُرَ رَجَائِي؟
سَيِّدِي، أَ لِضَرْبِ اَلْمَقَامِعِ خَلَقْتَ أَعْضَائِي، أَمْ لِشُرْبِ اَلْحَمِيمِ خَلَقْتَ أَمْعَائِي؟
سَيِّدِي، لَوْ أَنَّ عَبْداً اِسْتَطَاعَ اَلْهَرَبَ مِنْ مَوْلاَهُ لَكُنْتُ أَوَّلَ اَلْهَارِبِينَ مِنْكَ، لَكِنِّي أَعْلَمُ أَنِّي لاَ أَفُوتُكَ.
سَيِّدِي لَوْ أَنَّ عَذَابِي يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ لَسَأَلْتُكَ اَلصَّبْرَ عَلَيْهِ، غَيْرَ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ طَاعَةُ اَلْمُطِيعِينَ وَ لاَ يَنْقُصُ مِنْهُ مَعْصِيَةُ اَلْعَاصِينَ.
سَيِّدِي مَا أَنَا وَ مَا خَطَرِي؟ هَبْ لِي خَطَإي بِفَضْلِكَ، وَ جَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ، وَ اُعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ.
إِلَهِي وَ سَيِّدِي اِرْحَمْنِي مَطْرُوحاً عَلَى اَلْفِرَاشِ تُقَلِّبُنِي أَيْدِي أَحِبَّتِي، وَ اِرْحَمْنِي مَطْرُوحاً عَلَى اَلْمُغْتَسَلِ يُغَسِّلُنِي صَالِحُ جِيرَتِي، وَ اِرْحَمْنِي مَحْمُولاً قَدْ تَنَاوَلَ اَلْأَقْرِبَاءُ أَطْرَافَ جِنَازَتِي، وَ اِرْحَمْ فِي ذَلِكَ اَلْبَيْتِ اَلْمُظْلِمِ وَحْشَتِي وَ وَحْدَتِي وَ غُرْبَتِي، فَمَا لِلْعَبْدِ مَنْ يَرْحَمُهُ إِلاَّ مَوْلاَهُ.
ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ: أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ حَرُّهَا لاَ يُطْفَى، وَ جَدِيدُهَا لاَ يَبْلَى، وَ عَطْشَانُهَا لاَ يُرْوَى.
ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ اَلْأَيْمَنَ عَلَى اَلْأَرْضِ وَ تَقُولُ: إِلَهِي لاَ تُقَلِّبْ وَجْهِي فِي اَلنَّارِ بَعْدَ سُجُودِي وَ تَعْفِيرِي لَكَ، لاَ مَنّاً مِنِّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ اَلْحَمْدُ وَ اَلْمَنُّ عَلَيَّ.